نشر بالأهرام الجمعة 9 يونيو
حالة جنون..!
ما يحدث فى السودان الآن هو حالة من الجنون بعد أن خرجت الأمور على كل الأعراف، والتقاليد العسكرية، وغير العسكرية.

اقتحام سفارات، واحتلال مستشفيات، ومدارس، وعمليات سلب، ونهب واسعة، وحالات اغتصاب بالجملة.

شىء محزن، ووصمة عار على كل من يشارك فى تلك الأفعال المشينة، والشاذة، والبعيدة كل البعد عن الأعراف العسكرية، والتقاليد الاجتماعية، والدينية، والأخلاقية، والإنسانية.

أمس الأول اتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع باقتحام سفارتىّ الصين وفلسطين، وكذلك اقتحام منزلىّ سفيرىّ فلسطين وعمان، ونهب، وسلب محتويات هذه المقار، وسرقة المقتنيات، والسيارات، والمبالغ النقدية الموجودة فيها.

هذا فى الوقت الذى انتشر فيه الدخان الأسود بكثافة فى سماء الخرطوم بعد اشتداد المعارك بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى مناطق متفرقة من الخرطوم، واشتعال حريق ضخم فى مصنع للأسلحة والذخيرة هناك بعد محاولة اقتحامه من قوات الدعم السريع.

على الجانب الآخر، فقد أعلن الاتحاد الإفريقى «خريطة طريق» تضمن مجموعة من الإجراءات لتسوية، وحل الأزمة السودانية، فى مقدمتها الوقف الفورى، والدائم لإطلاق النار، إلى جوار 6 بنود أخرى.

من أبرز هذه البنود الاعتراف بالدور المحورى الذى تلعبه الدول المجاورة المتأثرة بالنزاع، بالإضافة إلى وضع خطوات محددة لاستكمال العملية السياسية الانتقالية الشاملة بمشاركة جميع الأطراف، وتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية فى البلاد تقود المرحلة الانتقالية.

استمرار الأزمة السودانية كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، خاصة على الشعب السودانى الذى يعيش فى جحيم لا يُطاق الآن، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة التى باتت وشيكة، وتهدد بتفتيت وحدة الأراضى السودانية، وتقسيمها إلى دويلات متصارعة