هل تنجح
نشر بالأهرام الأثنين ١٩ يونيو
هل تنجح..؟
هل تنجح المبادرة الإفريقية فى وقف آلة الحرب الجهنمية بين روسيا وأوكرانيا؟
للأسف، ليس مؤكدا ذلك، لكنها ربما تفتح ثقبا فى الجدار الغليظ بين الدولتين، وربما تفتح أيضا الباب لبدء طريق طويل، وشاق من أجل السلام بينهما.
ميزة المبادرة الإفريقية أنها خرجت من الاتحاد الإفريقى الذى يتمتع بعلاقات قوية، وإستراتيجية مع روسيا، وأوكرانيا.
إفريقيا أيضا هى المتضرر الأكبر من تلك الحرب اللعينة، لأنها أضرت بشكل بالغ بالأمن الغذائى لدول القارة الإفريقية، كما أنها أضرت أيضا بأمن الطاقة نتيجة ارتفاع أسعار البترول، والغاز.
هناك العديد من النقاط المهمة طرحتها المبادرة، ومن الممكن أن تكون كل، أو بعض هذه النقاط بداية جيدة لمشوار السلام، خاصة ما يتعلق بتبادل الأسرى، والبدء فى المفاوضات، لأنه لا يمكن للحرب أن تستمر إلى مالا نهاية.
طرحت المبادرة ضرورة وقف التصعيد بين الطرفين، والحق فى وجود ضمانات أمنية لهما، وتقديم الدعم الإنسانى للمتضررين، وعودة اللاجئين إلى بلادهم.
كذلك طرحت المبادرة ضرورة رفع العقوبات المفروضة بسبب اندلاع الحرب، وكذلك التوسع فى اتفاقية تصدير الحبوب.
الرئيس الأوكرانى استقبل الوفد، وكذلك فعل الرئيس بوتين، والمهم التعاطى العملى من كلتا الدولتين مع تلك المبادرة التاريخية، وقبولها، ثم الدخول فى مفاوضات حول كيفية، وطريقة التنفيذ لكن للأسف ردود الأفعال الأولية ليست إيجابية من الطرفين.
فى كل الأحوال، أعتقد أن المبادرة الإفريقية التى شاركت فيها مصر بوفد رفيع المستوى، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، وضم وزير الخارجية سامح شكرى، قد نجحت فى إلقاء حجر ضخم فى بحيرة الحرب العميقة، والهادرة، فى محاولة جادة للتهدئة، وإحلال السلام بين الدولتين.