الجيش الموحد
نشر بالأهرام الثلاثاء ٢٠ يونيو
الجيش الموحد
طرح مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السودانى، فى أثناء زيارته القاهرة، واللقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسى تمسك مجلس السيادة بمفهوم «الجيش الموحد، والحفاظ على وحدة الأراضى السودانية»، فى إطار السعى إلى حل المشكلة السودانية.
مصر تفتح قلبها للأشقاء فى السودان، وهى أكبر المتضررين من الأزمة السودانية، ولذلك فهى الداعم الأكبر لسلام السودان، ووحدته، واستقراره، وقد أكد الرئيس أن مصر كانت، وستظل، دائما سندا، وعونا للسودان الشقيق، بحكم الروابط التاريخية بين الشعبين، والمصلحة الإستراتيجية المشتركة التى تجمع بين البلدين الشقيقين.
مصر تطالب بوقف القتال، وبدء حوار جاد، وفعال لتحقيق إرادة الشعب السودانى فى الاستقرار، والتنمية، ويكفى ما حدث من خراب، وتدمير لكل مؤسسات الدولة السودانية (الأمنية، والاقتصادية، والصحية).
أكثر من ٣ آلاف قتيل هم عدد الضحايا حتى الآن، طبقا لما أعلنه هيثم إبراهيم، وزير الصحة السودانى، بالإضافة إلى أكثر من ٦ آلاف جريح.
المشكلة الأكثر تعقيدا أن أكثر من نصف عدد مستشفيات الخرطوم خرج من الخدمة، كما أن كل مستشفيات غرب دارفور خرجت من الخدمة كذلك، هذا إلى جوار تدهور مستوى الخدمة فى المستشفيات التى لاتزال تحاول الصمود، والاستمرار فى أداء دورها الصحى، والإنسانى.
لم تعد الهدنة قصيرة الأمد تكفى، ولابد من وقف فورى للقتال، خاصة بعد أن ثبت، على مدى الشهرين الماضيين، عدم قدرة أى من الطرفين على حسم النزاع، وفرض إرادته.
صحيح الجيش السودانى هو الطرف الأقوى، والأكثر تنظيما، وصلابة، لكن المشكلة فى الدعم السريع أنهم يتخذون من التجمعات السكنية، والمبانى الحكومية، والمنشآت الرياضية، والتعليمية أماكن لتحصيناتهم، وهو الأمر الذى تصعب مواجهته إلا بتكلفة بشرية باهظة من الضحايا الأبرياء الذين لا ذنب لهم فى الصراع.
أوقفوا الحرب فورا، خاصة أننا على أبواب عيد الأضحى المبارك، وليكن فرصة لتهدئة دائمة، ووقف شامل للقتال.