العدوانية المستفزة
العدوانية المستفزة
نشر بالأهرام الجمعة 23 يونيو
٧٥ عاما ولا تريد إسرائيل أن تتعلم، وتعى أن العنف لا يمكن إلا أن يؤدى إلى مزيد من التصعيد، وأن لغة القتل، والاقتحامات لا تفعل سوى إلقاء المزيد من الزيت على النيران، وزيادة الغضب المكتوم فى الصدور.
تعتقل الشباب الفلسطينى، وتقوم بالتنكيل بهم، ثم يخرجون أكثر حنقا، وغضبا على الاحتلال، لينفذوا العمليات الفدائية- كما حدث فى العملية الأخيرة.
حتى أفراد الجيش الإسرائيلى بدأوا يستشيطون غضبا من تلك السياسة، فخرجوا عبر وسائل التواصل الاجتماعى منددين بما يحدث، ويُمّجدون علنا ضحايا جنين من الفلسطينيين، ويعبرون عن دعمهم المقاومة الفلسطينية.
على الفور أعلن الجيش الإسرائيلى اعتقالهم بتهمة إهانة إسرائيل، وتمجيد جنين، وفتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية، على أن يتم عرض نتائجه على النيابة العسكرية.
بدلا من أن تراجع إسرائيل تصرفاتها العدوانية والاستفزازية فتحت المجال للمستوطنين مرة أخرى للاعتداء على الفلسطينيين، وحرق ممتلكاتهم، والتنكيل بهم.
هذه التصرفات العدوانية كانت محل إدانة معظم دول العالم، حيث طالبت مصر بالوقف الفورى لها، وأعلنت رفضها الكامل لأعمال الترويع، والعقاب الجماعى التى تستهدف المواطنين الفلسطينيين.
الأمين العام للأمم المتحدة، والخارجية الأمريكية، والاتحاد الأوروبى، وحتى السفير البريطانى فى إسرائيل- أدانوا جميعا تلك الممارسات العدوانية، ومع ذلك تصم إسرائيل آذانها عند سماع صوت العالم، وتصر على السير قُدما فى طريق العدوان، والعنف، وإقامة نظام فصل عنصرى فى الأراضى المحتلة.
نيتانياهو يريد التضحية بكل شىء من أجل بقاء حكومته الأكثر تطرفا فى تاريخ الدولة الإسرائيلية، وهو يريد ضمان ولاء الأحزاب اليمينية المتطرفة، وعدم انسحابها من الحكومة حتى لو كان ذلك بإشعال نيران العنف، والتوتر كل يوم، وإزهاق أرواح الأبرياء من النساء، والأطفال، والشيوخ.