فاجنر.. والدعم السريع
نشر بالأهرام الأثنين 26 يونيو
فاجنر.. والدعم السريع!
أعتقد أن هناك تشابها من نوع ما بين ما حدث من قوات الدعم السريع فى السودان، وقوات «فاجنر» فى روسيا.
كلتاهما أقرب إلى الميليشيات، وتمت الاستعانة بهما لأغراض مختلفة فى السودان، وروسيا، وحينما اختلفت المصالح تحولتا إلى أداة للطعن فى الخلف، ومحاولة «إرباك» المشهد تحت مسميات مختلفة.
مجموعة «فاجنر» عبارة عن شركة عسكرية خاصة مملوكة لرجل الأعمال يفجينى بريجوجين، وقامت بأدوار متعددة فى سوريا، والعديد من دول القارة الإفريقية، وأخيرا قامت بدور رئيسى فى الحرب الروسية- الأوكرانية.
تضخمت «فاجنر»، وأصبح اسمها يتردد فى كثير من مناطق النزاعات فى العالم، واعتبرها البعض الذراع الطولى لروسيا فى هذه المناطق.
بدأت المناوشات بين «فاجنر» وروسيا بالتراشق بالتصريحات، ثم تحولت إلى أزمات علنية، حتى تطور الموقف إلى ما يشبه الصدام بين «فاجنر» والدولة الروسية ثم هدأت الأوضاع بعد وساطة رئيس بيلاروسيا والصديق المشترك لكل من بوتين ويفجينى بريجوجين.
لا يعنينى مدى ما وصلت إليه الأمور، ولا إلى أين تصل؟، ولكن يعنينى تأكيد خطورة الميليشيات، وخطورة وجود أذرع خارج مؤسسات الدولة الوطنية فى أى دولة من دول العالم.
قوات الدعم السريع بدأت بميليشيات مساندة للبشير فى إقليم دارفور، ثم أصبحت أحد أفرع القوات المسلحة السودانية، لكنها ظلت مستقلة بشكل شبه تام عنها، ووصل رئيسها محمد حمدان دقلو (حميدتى) إلى موقع نائب رئيس مجلس السيادة، ثم دب الخلاف بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، وتحول الخلاف إلى قتال لا يعرف أحد متى ينتهى؟.
لا أعتقد أن هذا السيناريو مرشح للتكرار فى روسيا بغض النظر عن الدعايات الغربية، لكن فى كل الأحوال تبقى الميليشيات كالسرطان ينهش فى الجسد قبل أن ينهار هذا الجسد فجأة، وتلك هى الخطورة.