نشر بالأهرام الثلاثاء 27 يونيو
أضخم مؤتمر عالمى
اليوم يُعقد أكبر، وأضخم، وأعظم مؤتمر سنوى فى العالم على جبل عرفات، حيث يجتمع حوالى ٤ ملايين حاج من كل بقاع، وأجناس العالم (الأبيض، والأسود).

يتحدثون بلغات شتى، منها اللغات الحية مثل الإنجليزية، والفرنسية، والعربية، ومنها لغات محلية متواضعة جدا، لكنهم جميعا يتفاهمون بلغة واحدة هى الإيمان بالله، والإخلاص له.

جاءوا من كل فج عميق آملين رحمة ربهم، وغفرانه، وقد ضحوا بوقتهم، وأموالهم، وصحتهم، وراحتهم من أجل أن يستشعروا حلاوة الإيمان، والقرب من الله.

مشعر عرفات هو المؤتمر السنوى الأعظم، لأنه لا يوجد له مثيل على الإطلاق، ولا حتى مؤتمر غير سنوى، بمعنى أنه لم يحدث فى التاريخ البشرى، ولو مرة واحدة، اجتماع كل هذه الحشود الضخمة على هدف واحد، ومن كل مكان، وبكل اللغات.

هذا المؤتمر الرائع هدفه الوحيد نشر السلام، والمحبة، ونبذ العنف، والتطرف، والتمييز، ووضع أسس المساواة، والعدالة بين المسلمين فى كل بقاع الدنيا، لا فرق، ولا تمييز بين هذا وذاك إلا بالعمل الصالح.

قمة المساواة تظهر فى الزى الموحد الذى هو عبارة عن قطعتين من القماش غير المخيط، وهو أقرب إلى الكفن منه إلى شىء آخر، فلا يوجد ماركات مميزة، أو تطريز، أو شياكة، وإنما البساطة، والسهولة، والانسيابية هى الأسس التى لا يمكن الابتعاد عنها، لأن شروط الزى هى شروط لازمة لهذه الفريضة الرائعة.

المهم المعنى وليس الشكل، والأهم أن يصبح هذا المؤتمر الأضخم فى العالم رسالة سلام وخير لكل البشر من أجل وقف الحروب، والنزاعات، والاقتتال.

أتمنى أن تكون البداية بين المسلمين أنفسهم فى السودان، واليمن، ثم كل مناطق النزاعات فى روسيا، وأوكرانيا، وكوسوفو، والصرب، وفلسطين، من أجل خير البشرية، ونشر قيم التسامح، والمحبة فى كل مكان.