أصعب ٣ أيام
نشر بالأهرام الأثنين ٣ يوليو
أصعب ٣ أيام..!
منذ ١٠ سنوات، حينما قامت ثورة «٣٠ يونيو»، كان الشعب المصرى يستعد لاستقبال شهر رمضان المعظم، وقد خرجت الناس فى جموع غفيرة تطالب بإسقاط النظام، ورحيل الإخوان.
كانت المظاهرات حاشدة، ورغم خصوصيات شهر رمضان، فإنه فى ذلك العام غابت مظاهر رمضان المصرية من احتفالات، وكرنفالات، وطقوس، وامتلأت الشوارع عن آخرها بالمتظاهرين الخائفين على مستقبل بلدهم، والمنددين بحكم الإخوان، ليعيش الشعب المصرى كله أصعب ٣ أيام فى تاريخه منذ ٣٠يونيو وحتى ٣ يوليو.
كانت القوات المسلحة منحازة إلى الشعب، كما فعلت فى كل المواقف السابقة، بدءا من ثورة عرابى، التى انحازت فيها للشعب ضد الخديوى توفيق وأعوانه، ومرورا بثورة يوليو ١٩٥٢، وثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وانتهاء بثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ .
كان الشعب يهتف بضرورة تدخل القوات المسلحة، خاصة بعد اندلاع أعمال عنف، وقتل فى الشوارع، وقد بلغ عدد القتلى ١٠ أفراد فى منطقة المقطم فقط، والمئات من الجرحى، والمصابين فى المناطق المختلفة.
تدخل الجيش وأعطى مهلة إضافية لمدة ٤٨ ساعة، بعد مهلته الأولى، من أجل أن تقوم القوى السياسية بدورها وتتخذ ما يكفى من قرارات لتلبية مطالب الجماهير فى الشوارع.
ركب الإخوان رءوسهم، ورفضوا مطالب الشعب، وكان من الممكن أن يعلنوا قبولهم بانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، كما يحدث وقت الأزمات فى كل دول العالم، لكن عِنادهم، وإصرارهم على التمسك بالحكم رغما عن إرادة الشعب حالا دون ذلك.
وقف الشعب المصرى كله على أطراف أصابعه منتظرا التحرك، لكنه كان متأكدا من وقوف القوات المسلحة إلى جواره كما تفعل دائما.
خمسة وزراء من الحكومة قدموا استقالاتهم، بمن فيهم وزير الخارجية محمد كامل عمرو، و ٣٠ عضوا فى مجلس الشورى فعلوا الشىء نفسه، وأصدر العديد من الأحزاب والقوى السياسية، ومن بينها حزب النور والأحزاب السلفية، التى كانت مؤيدة للإخوان، بيانات طالبت فيها بالقبول بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ومع ذلك عزل الإخوان أنفسهم عن كل ذلك، وأصروا على السير عكس الاتجاه مهما تكن النتائج.. وللحديث بقية.