المصريون «يحبسون» أنفاسهم
نشر بالأهرام الثلاثاء ٤ يوليو
المصريون «يحبسون» أنفاسهم
تطورت الأمور بسرعة شديدة، وأصر المتظاهرون، الذين خرجوا يوم ٣٠ يونيو، على عدم مغادرة أماكنهم، وبدلا من امتصاص الأزمة، والتعامل بحكمة؛ خرجت ميليشيات الجماعات المتطرفة، الموجهة من الإخوان، لتواجه جموع المتظاهرين، وبدأت أعمال العنف تنتشر فى أماكن كثيرة بالقاهرة، والمحافظات.
كل ذلك أدى إلى استفزاز مشاعر المصريين، ولأول مرة تحرك ما يُطلق عليه سياسيا «حزب الكنبة»، وهم الأغلبية الكاسحة من المصريين غير المسيّسين، والذين لا ينتمون إلى أية أحزاب يسارية، أو يمينية، أو دينية، أو ليبرالية، وهم أغلبية المواطنين البسطاء فى القرى، والمدن، الذين لاهدف لهم سوى الخوف على وطنهم، ولا يريدون شيئا سوى العيش فى سلام، وأمان، وتلبية متطلباتهم الحياتية الطبيعية جدا، والبسيطة من مأكل، ومشرب، وملبس، ومأوى.
تحرك هؤلاء بكثافة فى كل المحافظات بلا استثناء، وانضموا إلى جموع المتظاهرين يطالبون برحيل الإخوان، وانتخابات رئاسية، وبرلمانية جديدة.
كان يوم ٢ يوليو هو يوم الصدمة؛ حينما خرج محمد مرسى بخطاب باهت ليس فيه جديد سوى التمسك بالحكم، والإصرار على صم الآذان، وجاء الخطاب بمثابة الصدمة الكبرى لكل المصريين، لكنه أكد عُزلة الإخوان، وأنهم أحاطوا أنفسهم بسياج حديدى، وانفصلوا عن الشارع، وانعكس ذلك فى رفض كل المبادرات التى طرحتها القوى المدنية، وكذلك المبادرات التى طرحتها القوات المسلحة من أجل الوصول إلى توافق يُرضِى جموع المصريين، ويحقق مطالب ثورتهم التى خرجت يوم٣٠ يونيو، وواصلت مظاهراتها فى الأيام الثلاثة التالية.
كان السؤال المطروح: وماذا بعد؟.. وهل تتخذ القوات المسلحة موقف «المتفرج»، وتترك الشعب لمصيره، أم تنضم إلى الشعب فى مطالبه العادلة؟
حبس الشعب المصرى أنفاسه فى حالة من القلق، والتوتر غير المسبوق، مع الإصرار على استكمال ثورته حتى تحقيق مطالبه.
وللحديث بقية.