الطريق إلى ٣ يوليو
نشر بالأهرام الأثنين 10 يوليو
أعتقد أن كتاب الزميل مصطفى بكرى (الطريق إلى ٣ يوليو)، الذى أصدره بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة ٣٠ يونيو وما تلاها فى٣ يوليو، من أهم الكتب التى صدرت مؤخرا عن تلك الثورة، ويعتبر «وثيقة» مهمة لابد أن تكون ضمن المكتبات العامة والخاصة، لما لها من أهمية فى توثيق الأحداث فى تلك الفترة المهمة من تاريخ الدولة المصرية.
لم ينس الزميل مصطفى بكرى فى مقدمة الكتاب أن يُهدى هذا الكتاب إلى روح شقيقه الزميل النبيل (محمود بكرى) الذى كان رفيقا لدربه طوال سنوات عمله فى مهنة الصحافة حتى رحيله.
الكتاب حشد معلومات هائلة وموثقة عن ثورة ٣٠ يونيو، ومقدماتها، والطريق إليها، وما تلاها من انتصار الجيش لثورة الشعب فى ٣ يوليو.
ميزة الزميل مصطفى بكرى أنه كان قريبا من الأحداث، بل إنه كان فى قلبها مشاركا وفاعلا، لكنه رغم ذلك توخى الموضوعية فى رصد الحقائق، وعرض المعلومات الموثقة بعيدا عن موقفه، ورؤيته الخاصة.
رصد الكتاب فترة حكم الإخوان بدءًا من لحظة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، ومرورا بالإهانة المتعمدة لشيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فى جامعة القاهرة، وعدم وجود مقعد لفضيلته فى الاحتفال، مما دعاه إلى الانسحاب فورا من قاعة الاحتفالات، وكذلك محاولة الصدام بالمؤسسة العسكرية من خلال الهتافات المعادية داخل القاعة.
رصد الكتاب محاولات «أخونة الدولة»، والانتقام من الخصوم، والسعى إلى تفكيك الشرطة، والعبث بالأمن القومى، والإعلانات الدستورية المشوهة، وهى المقدمات التى أسهمت فى حشد الشارع المصرى بكل طوائفه ضد حكم الإخوان، وظهور حركة «تمرد» فيما بعد.
فى الفصل الأخير من الكتاب (الطريق إلى الحرية) عرض المؤلف التفاصيل الدقيقة للمشهد الأخير من الأحداث الذى رفض فيه الرئيس محمد مرسى كل محاولات الوساطة والتوفيق للوصول إلى تحقيق مطالب الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لينتهى الأمر بانتصار الجيش لثورة الشعب، وإعلان الفريق أول عبدالفتاح السيسى «خريطة الطريق» يوم ٣ يوليو، لتنتهى بذلك فترة من أصعب الفترات فى التاريخ المصرى المعاصر.