دول الجوار فى مصر
نشر بالأهرام الثلاثاء 11 يوليو
أتمنى أن يكون الاجتماع المقرر لدول جوار السودان فى مصر بعد غد (الخميس) هو بداية الانفراجة الحقيقية للأزمة السودانية التى لاتزال تتصاعد دون أفق حقيقى لحلها.
المؤكد أن مصر هى المتضرر الأكبر من الأزمة السودانية، فهى تستضيف ما يقرب من ٥ ملايين لاجئ سودانى على أراضيها (من الشمال والجنوب)، وهى صاحبة الحدود الممتدة بطول١٢٧٦ كيلو مترا، والتى يصعب السيطرة عليها من جانب واحد.
تفتيت السودان معناه تحويله إلى «مرتع خصب» للجماعات الإرهابية، والإجرامية، وتجارة المخدرات، والأسلحة، والرقيق، والهجرة غير الشرعية، وهى الأمور التى تهدد دول الجوار بشكل مباشر، والنظام الإقليمى، والعالمى بشكل غير مباشر.
استضافة مصر قمة دول جوار السودان خطوة مهمة لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالى، وتداعياته السلبية، ووضع آليات فاعلة بمشاركة هذه الدول، والتنسيق مع المسارات الإقليمية، والدولية الأخرى، لتسوية الأزمة فى السودان بصورة سلمية.
لا تعارض على الإطلاق بين قمة دول الجوار والمسارات الإقليمية، والدولية الأخرى، فكلها جهود حثيثة تستهدف حقن دماء الشعب السودانى، وإنقاذه من الخراب، والدمار هناك.
إذا كانت الخرطوم قد تحولت إلى «خرابة كبيرة»، والخرطوم هى العاصمة، فما بالنا ببقية المدن، والمحافظات؟!
للأسف الشديد خرجت الأمور عن السيطرة، وأصبح القتل بسبب أو من دون سبب هو الهدف، إلى جوار النهب، والسلب، والاغتصاب.. وغيرها من الجرائم الشنيعة المحرمة أخلاقيا، وإنسانيا، ودينيا.
من المهم أن تخرج القمة بـ«خريطة طريق» عملية لوضع النقاط فوق الحروف فى ذلك الملف الشائك، والأهم أن تتجاوب أطراف النزاع مع تلك المقررات لإنقاذ شعبها، ووطنها قبل فوات الأوان.