.. وشهد شاهد من أهلها
نشر بالأهرام الأربعاء 12 يوليو
أخيرا اعترف الرئيس الأمريكى جو بايدن بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو تضم بعض الاعضاء الأكثر تطرفا فى تاريخ الحكومات الإسرائيلية منذ حكومة رئيسة الوزراء جولدا مائير.
الرئيس الأمريكى كان يقصد بذلك أن حكومة جولدا مائير كانت قائمة فى حقبة الحرب العربية- الإسرائيلية قبل مرحلة السلام، حيث لم تكن هناك دول عربية قد أقامت اتفاقات سلام مع إسرائيل، كما هو الحال الآن، وكذلك قبل موافقة الدول العربية على مبادرة السلام العربية التى تم إقرارها فى بيروت عام 2002.
الدول العربية قبلت بوجود إسرائيل، ووافقت على مبادرة السلام العربية التى تقضى بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
كان يجب على إسرائيل، إذا كانت تريد السلام حقيقة، أن تتعاطى بشكل عملى مع تلك المبادرة، وتقبلها هى الأخرى، لكن للأسف الشديد تتجه إسرائيل الآن إلى التصعيد العنيف، وجر المنطقة إلى الحروب، والنزاعات مرة أخرى.
الرئيس الأمريكى أشار فى مقابلته مع شبكة «سى إن إن» إلى التزام الولايات المتحدة الأمريكية بحل الدولتين، باعتباره الطريق الصحيح، والوحيد لوضع حد للصراع الفلسطينى- الإسرائيلى.
الغريب كان فى رد فعل الوزير الإسرائيلى المتطرف إيتمار بن غفير الذى ندد بتصريحات بايدن، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تحتاج إلى أمريكا.
تلك هى معضلة السياسة الأمريكية فعلا، لأنه لو كانت أمريكا جادة لأصابت إسرائيل بالشلل كما تفعل مع روسيا، باعتبارها دولة معتدية على أوكرانيا، وحاصرتها بالعقوبات.
مشكلة أمريكا مع إسرائيل أنها تكتفى بالتصريحات، فى حين أن الواقع مختلف، فهى توفر الأمن، والحماية، والمساعدة لدولة إسرائيل من دون حساب، أو ضوابط، وتقدم لها بسخاء كل ما تحتاجه من دعم مادى، وعسكرى، ومن هنا فقد اعتادت إسرائيل على مثل هذه التصريحات، باعتبارها للاستهلاك الصحفى، والإعلامى، ولا شىء دون ذلك.
فى كل الأحوال أعتقد أن شهادة بايدن بحق حكومة نيتانياهو جاءت فى توقيتها لفضح ممارسات تلك الحكومة الأكثر تطرفا أمام الرأى العام العالمى على الأقل.