هى مصر
نشر بالأهرام الجمعة 14 يوليو
هكذا هى مصر يظهر معدنها فى كل المواقف، وتكون السند، والداعم لمحيطها العربى، والإفريقى، وتتخذ المواقف «الصائبة» لمصلحة الدول، والشعوب المجاورة، وتسمو فوق كل متاعبها من أجل الآخرين.
كان أمس يوما فارقا حينما تدخلت مصر بقوتها، ومكانتها، وقوة زعامتها، ودعت دول جوار السودان الست إلى جانب مصر، والجامعة العربية، والاتحاد الإفريقى لهذا الاجتماع الحيوى فى إطار البحث عن حلول للأزمة السودانية المتفاقمة.
حضر الجميع بلا استثناء، ولم يكن هناك تمثيل أقل من رئيس الدولة، أو رئيس الوزراء، بحسب النظام السياسى لكل دولة.
حضر الاجتماع رؤساء ست دول، ورئيس وزراء إثيوبيا، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، وهذا التمثيل القوى يعكس قوة الاستجابة للمبادرة المصرية.
الكل استجاب لنداء مصر، وجاءت كلمات رؤساء الوفود معبرة عن تقديرهم العميق لدور مصر ومكانتها، ورغبتهم الملحة فى إنجاح المبادرة المصرية لدول الجوار، باعتبارهم المعنيين بالأزمة السودانية، ومخاطرها، وآثارها التى انعكست بالضرورة على هذه الدول، وإن اختلفت شدة التأثير ما بين دولة وأخرى.
فى الجلسة الافتتاحية، المذاعة على الهواء والمفتوحة لحضور الصحفيين والإعلاميين، جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى قوية وواضحة بضرورة التوصل إلى حل عاجل للأزمة السودانية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقى، والجامعة العربية من أجل حقن دماء الشعب السودانى، ثم وجه كلمة مؤثرة للأشقاء فى السودان قال فيها: «إن مشاهد الخراب، والدمار، والقتل، التى نطالعها تُدمى قلوب كل المصريين.. نشعر بمعاناة أشقائنا فى السودان.. ونتألم لآلامهم.. وندعو الله العلى القدير أن يزيل هذه المحنة فى أسرع وقت».
هذه هى مشاعر كل المصريين تجاه أشقائهم فى السودان، وترجمها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مبادرة عملية لمصلحة الشعب السودانى.
أعتقد أن مصر بقوتها، ومكانها، ومكانتها قادرة على استكمال مسيرة إنقاذ السودان فى القريب العاجل، إن شاء الله، واجتماع أمس يؤكد ذلك.