حرق الإنجيل والتوراة
نشر بالأهرام الأثنين 17 يوليو
حسنا فعل الشاب السورى المسلم؛ حينما تراجع عن حرق الإنجيل والتوراة أمس الأول، بعد أن سمحت له السلطات السويدية بذلك، عقب سماحها بحرق نسخة من المصحف الشريف الشهر الماضى.
وكالة الصحافة الفرنسية كانت قد أوردت خبرا قبل ذلك أشارت فيه إلى أن الشرطة السويدية سمحت بتجمع يعتزم خلاله ٣ أشخاص إحراق نسخة من الإنجيل، وأخرى من التوراة أمام السفارة الإسرائيلية فى ستوكهولم، وهو القرار الذى أثار تنديدا واسعا، خاصة فى إسرائيل على لسان رئيسها إسحق هيرتزوج الذى قال: «نددت بإحراق القرآن المقدس لمسلمى العالم أجمع، واليوم قلبى مفطور لفكرة أن المصير نفسه ينتظر التوراة، الكتاب الأبدى للشعب اليهودى».
بعد ذلك تراجع الشاب السويدى من أصل سورى، ويبلغ من العمر٣٢ عاما، عن تلك الفكرة السخيفة قائلا إنه كان ينوى فعل ذلك ردا على الأشخاص الذين يحرقون المصحف، موضحا أنه يجب أن تكون لحرية التعبير حدود يجب أخذها فى الاعتبار.
درس بليغ قدمه الشاب المسلم، ومعه مجموعة من الأشخاص رفضوا استغلال حرية التعبير للإضرار بالآخرين، والإساءة لمعتقداتهم، وقد تفرقوا بعد ذلك بشكل سلمى، وبمحض إرادتهم دون أن يرتكبوا تلك الإساءة البالغة التى فعلها من قبل أشخاص مهووسون، ومضطربون نفسيا، وعقليا حينما أحرقوا نسخا من القرآن الكريم.
المسلم الحقيقى هو من يحترم الإنجيل والتوراة، باعتبارهما كتابين مقدسين لرسولى الله موسى وعيسى عليهما السلام.
لا يكتمل إيمان المسلم إلا بالإيمان بالله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر.
مشكلة السويد، وغيرها من تلك البلدان، أنها تخلط بين حرية الرأى والتعبير وتأجيج مشاعر الغضب لدى الآخرين، وعدم احترام الآخر، وعدم احترام الأديان السماوية، بغض النظر عن رؤية كل فرد، وحقه فى اعتناق ما يشاء «لكم دينكم ولى دين».
أزمة الغرب الحقيقية فى أنه يحاول فرض قيمه على الآخرين دون أن ينتبه إلى ضرورة احترام مشاعر الآخرين، وعقائدهم، وشرائعهم.
أرفض المساس بالقرآن، والإنجيل، والتوراة، باعتبارها كتبا مقدسة لها كل التقدير، والتقديس، والاحترام، وأرفض الانزلاق إلى فكرة «الثأر» فى الكتب المقدسة، فالأديان كلها جاءت لترسيخ قيم التسامح، والمحبة، والإخاء، والاعتدال، واحترام كرامة الآخرين.