النزاعات والمؤامرات
نشر بالأهرام الأربعاء 19 يوليو
النزاعات والمؤامرات
آفة إفريقيا النزاعات والمؤامرات، تلك هى المشكلة التى تعانى بسببها القارة الإفريقية.. هكذا أوضح غزالى عثمانى، رئيس جمهورية جزر القمر، والرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، حينما قال إن «العالم يواجه تغيرات تكنولوجية مهمة، لكن القارة الإفريقية تعانى النزاعات والمؤامرات».
هناك مثل شعبى مصرى، ينطبق على الانتهازيين والمخربين فى كل مكان، يقول «إن وقع بيت الوالد خد منه قالب»، وهو المثل الذى ينطبق على كل من يريد تدمير بيت عائلته، والرقص على أنقاضه، فالمهم أن يأخذ قالبا ويهرب بدلا من أن يشارك فى إعادة بنائه.
هذا المثل ينطبق على مناطق الصراعات فى إفريقيا، فالقتال لا هدف له سوى التدمير، والتخريب، والفوز بأى غنيمة حتى لو كانت قالبا من الطوب الذى لا قيمة له فعليا بعد انهيار المنزل الذى كان هو الحصن، والأمن، والأمان.
العالم يتقدم بسرعة رهيبة، ومازال الأشقاء فى السودان، وليبيا، ومالى، وبوركينا فاسو.. وغيرها من بعض الدول الإفريقية يتصارعون على تدمير البقية الباقية من بلادهم، فالمهم الفوز «بقالب الطوب» وليذهب الجميع إلى الجحيم.
إفريقيا حلم واعد وقارة تملك من المقومات الكثير لكى تكون فى طليعة القارات، فهى تملك الأراضى الخصبة، والمياه، ومنابع الطاقة، والأيدى العاملة الرخيصة، والمواد الخام الطبيعية، ومن هنا تنادى مصر دائما بضرورة التكامل الاقتصادى بين دول القارة، وحشد الموارد من أجل زيادة معدلات التنمية، ومن خلال رئاسة مصر وكالة الاتحاد الإفريقى الإنمائية (النيباد) تعمل بكل ما تملك على رفع معدلات التكامل الاقتصادى، واقتراح الحلول لمواجهة التحديات القائمة.
الرئيس عبدالفتاح السيسى يضع القارة الإفريقية على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية، ومن هنا يأتى حرصه على المشاركة الفاعلة فى معظم الفعاليات الإفريقية، وآخرها «قمة منتصف العام فى كينيا»، والتى دعا فيها إلى الاستفادة من الخبرات، والإمكانات المصرية الهائلة لتحقيق التكامل الاقتصادى الإفريقى المنشود.