محاكمة الذكاء الاصطناعى
نشر بالأهرام الجمعة 21 يوليو
محاكمة الذكاء الاصطناعى
يوم الثلاثاء الماضى عقد مجلس الأمن الدولى جلسة لمناقشة قضية الذكاء الاصطناعى، رغم أن مجلس الأمن يختص بشكل أساسى بالقضايا التى تهدد السلم والأمن الدوليين، ومن الواضح أن هناك تحذيرات من مخاطر محتملة للذكاء الاصطناعى عليهما.
من هنا جاءت دعوة بريطانيا، التى تتولى الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر، من أجل إجراء حوار دولى حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعى على العالم مستقبلا.
خلال الجلسة أوضح أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن الذكاء الاصطناعى له فوائد ضخمة فى التعرف على أنماط العنف، ومراقبة وقف إطلاق النار، وتعزيز جهود حفظ السلام، لكنه حذر من أصحاب النيات الخبيثة للاستغلال الضار للذكاء الاصطناعى، واستخدامه فى الأغراض الإرهابية، والإجرامية، والتلاعب بالسلوك البشرى.
أعتقد أن جلسة مجلس الأمن جاءت فى التوقيت الصحيح، حيث يتنامى الآن الحديث حول مستقبل الذكاء الاصطناعى، وضرورة وضع قواعد وضوابط لاستخدامه، وتحويل تلك القواعد والضوابط إلى قواعد قانونية صارمة ملزمة للدول والأفراد قبل أن تتفاقم المخاطر، وتتسبب فى كوارث ومخاطر لا حدود لها.
فى تصورى أن الذكاء الاصطناعى مثله مثل غيره من الاختراعات، والوسائل التكنولوجية الحديثة له الكثير من الفوائد، كما الكثير من المخاطر، لكن فى كل الأحوال يجب ألا تُترك مثل هذه الأمور للاجتهادات الشخصية، والمسائل الأخلاقية، وإنما لابد أن تكون هناك قواعد وضوابط تحول دون انتشار المخاطر والكوارث.
الذكاء الاصطناعى تطور خطير وهائل، والأفضل أن يتم إنشاء هيئة رقابة دولية للذكاء الاصطناعى، وإبرام اتفاقية ملزمة لكل الدول الأعضاء بلا استثناء، وفى المقدمة الدول الصناعية الكبرى، والدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن.