مأزق أوائل الثانوية
نشر بالأهرام الثلاثاء 1 أغسطس
مأزق أوائل الثانوية
لاتزال الثانوية العامة هى «بعبع» كل بيت فى مصر، وأظن أنها سوف تستمر لبعض الوقت كذلك، لارتباطها بمستقبل الطلاب، ومسارهم التعليمى النهائى، والصراع من أجل الفوز بدخول بعض الكليات دون غيرها.
سوف يظل الأمر كذلك لحين تعديل نظام الثانوية الحالى، وتعديل نظام القبول بالجامعات، وإيجاد نظام بديل للتنسيق الحالى.
التنسيق من خلال الدرجات هو النظام العادل نسبيا الموجود الآن، لكن هناك عدة طرق بديلة للبحث عن نظام بديل آخر يتعلق باختبارات قبول لكل كلية، بحيث يختلف هذا النظام من كلية إلى أخرى، ولا يرتبط بالضرورة بالمجموع الذى حصل عليه الطالب.
فى العام الماضى حدثت كارثة بسبب الغش الجماعى وحصول عدد من الطلبة على الدرجات التى أهلتهم لدخول كليات القطاع الطبى فى بعض الجامعات، ثم ظهرت المشكلة حينما رسب هؤلاء فى السنة التمهيدية، لأنهم كانوا غير جديرين بدخول هذه الكليات.
جرس إنذار خطير دق بعنف ليعلن عن أزمة حقيقية فى الثانوية العامة، وما حدث فى بعض المدارس من غش جماعى منظم، وممنهج، أدى إلى إخلال خطير بالفرص بين الطلاب، والأخطر هو إفراز نماذج فاشلة غير قادرة على التأقلم مع متطلبات العملية التعليمية فى الكليات التى التحقوا بها دون وجه حق.
رسوب أعداد كبيرة من طلاب طب أسيوط، وسوهاج، وجامعات جنوب مصر له دلالة صحية على سلامة العملية التعليمية فى تلك الجامعات، لكنه كشف بجلاء عن أزمة عميقة فى الثانوية العامة بوضعها الحالى، مما يتطلب البحث عن حلول عملية أخرى، خاصة فى ظل وجود أنظمة أخرى مقبولة ويتم التعامل معها مثل الشهادات الأجنبية (الأمريكية، والبريطانية.. وغيرهما).
تطوير الثانوية العامة ليس مستحيلا، والمهم أن يكون تطويرا هادئا، وموضوعيا، ويشارك فيه أولياء الأمور، والمؤسسات التعليمية، والتشريعية، بحيث يخرج إلى النور قابلا للتطبيق، ويستهدف إعلاء شأن العملية التعليمية، وتعود شهادة الثانوية العامة إلى ريادتها فى المنطقة العربية، والإفريقية كما كانت قبل ذلك.