المخازن والمصانع تخنق «الزراعى»
نشر بالأهرام الجمعة 4 أغسطس
المخازن والمصانع تخنق «الزراعى»
قادتنى الظروف إلى السير فى الطريق الزراعى السريع عائدًا من رحلة عمل فى الإسكندرية، لتصدمنى حالة الطريق الذى كان زراعيا، وكان سريعا فى فترة من الفترات.
للأسف الشديد تراكمت عقود طويلة من الإهمال على الطريق الزراعى السريع حتى أصبح الآن بعيدًا عن تصنيف الطرق السريعة، وأيضا لم يعد زراعيا، وبعد أن كانت المزارع والحدائق تحفه من كل جانب «خنقته» المصانع، والمخازن، والمساكن.
فى محافظتىّ البحيرة والغربية، مازالت هناك بقية من زراعات على جانبىّ الطريق، غير أنه للأسف لاتزال «لعبة التعديات» مستمرة بكل قوة فى تلك المناطق.
اللافت للانتباه انتشار تعديات المخازن، والمصانع، وهنا لا أتكلم عن مساكن مواطنين، وإنما مخازن، ومصانع كان يمكنها الذهاب إلى المناطق الصناعية المنتشرة فى طول مصر وعرضها، وفى كل محافظات الجمهورية بلا استثناء.
تعديات المخازن والمصانع تحولت إلى سرطان لعين يلتهم الأراضى الزراعية بلا هوادة فى كل المحافظات بلا استثناء، ويتركز أكثر وأكثر فى تلك المحافظات التى لاتزال بها بقية من الأراضى الزراعية مثل القليوبية، والشرقية، والمنوفية، والبحيرة، والغربية.. وغيرها.
أصحاب هذه المخازن والمصانع يقومون بفتح خزائنهم لبعض موظفى، ورؤساء الوحدات المحلية، وكذلك موظفو، ورؤساء الجمعيات الزراعية للسكوت على المخالفات منذ بدايتها، لكن تتحول إلى واقع، ثم تبدأ لعبة «القط والفأر» بين المخالفين وأجهزة الدولة لتنتهى فى معظمها إلى استمرار الوضع على ما هو عليه، وتدمير مساحات كبيرة من أجود الأراضى الزراعية.
الأكثر غرابة أن المساحات التى يتم التعامل معها بجدية وإزالة المخالفات الموجودة بها يتم تركها دون استغلال، وتتحول إلى «خرابات» مملوءة بنواتج إزالة المخالفات فى إطار عملية «تبوير» منظمة تمهيدا لاستكمال التعدى عليها مرة أخرى.
أعتقد أن ضعاف النفوس فى الوحدات المحلية والجمعيات الزراعية هم سبب استمرار التعديات على الاراضى الزراعية فى المحافظات المختلفة، وأيضا كانوا هم السبب فى تدمير الطريق الزراعى السريع وتحويله إلى طريق بطىء محاصر بالمخالفات والعشوائيات من كل الجوانب بعد أن كان طريقا سريعا رائعا تحفه الحدائق، والزراعات من الجانبين