مأزق الـ 55في المئة

نشر بالأهرام الثلاثاء8 أغسطس

مأزق الـ 55%..!

انطلق ماراثون القبول بالكليات والمعاهد، ومن المتوقع أن يشهد تنسيق القبول انخفاضا فى المجاميع بنسبة 2% فى الجامعات بعد أن أظهرت المؤشرات الأولية للمجاميع التكرارية للناجحين انخفاضات عن العام الماضى، وهو الأمر الذى سوف ينعكس على الحدود الدنيا للقبول بالكليات.

خلال السنوات القليلة الماضية حدثت طفرة هائلة فى أعداد الجامعات الحكومية، والأهلية، والخاصة، وأصبح لدينا عدد هائل من الجامعات بما يستوعب جميع الناجحين فى الثانوية العامة، والراغبين فى الالتحاق بالتعليم الجامعى من مصر، ومن الوافدين من الوطن العربى، وإفريقيا.

فى العام قبل الماضى حدثت هزة عنيفة بسبب الارتباك فى القبول بالجامعات الأهلية، والخاصة، والخلط ما بين التنسيق والحدود الدنيا، وهو الأمر الذى انعكس على هروب أعداد كبيرة من الطلبة إلى الجامعات السودانية، والأوكرانية، والروسية، والأردنية.. وغيرها من الجامعات الأجنبية التى تقدم تسهيلات وتيسيرات كبيرة للراغبين فى الالتحاق بالتعليم الجامعى.

تم تدارك هذا الأمر العام الماضى، وانعكس ذلك إيجابيا على القبول بالجامعات الخاصة، والأهلية، لكن لاتزال هناك بعض الإجراءات التى من الضرورى مواجهتها مثل مشكلة تنسيق القبول بكليات الهندسة، والمعاهد العليا، وضرورة توحيد الحد الأدنى للتنسيق فيما بينهم مادام المؤهل النهائى هو درجة «البكالوريوس»، وترك الاختيار والتفضيل للطالب فى الدخول هنا أو هناك.

أيضا هناك مشكلة الحد الأدنى المقرر للقبول بالكليات وهو 55%، وهو نص يحتاج إلى تعديل تشريعى، وكنت أتمنى أن يدفع الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى، بهذا التعديل إلى البرلمان، وأن يكون الحد الأدنى المقرر للنجاح هو 50% .

هناك متغيرات عديدة الآن فى السودان، وروسيا، وأوكرانيا، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الدراسة بالخارج نتيجة ارتفاع سعر الدولار، وكلها مؤشرات تصب فى مصلحة الجامعات المصرية الخاصة، والأهلية.

تتبقى فقط ضرورة أن تكون هناك مرونة كافية فى التنسيق، والحدود الدنيا، وتعديل نسبة الـ» 55%» لاستيعاب كل الراغبين فى القبول بالجامعات مادام توافرت بهم الشروط اللازمة لذلك.

هذه التيسيرات كفيلة بإنهاء مشكلات الالتحاق بالجامعات الأجنبية، وعدم الوقوع فى» فخ» السماسرة، أو نشوب الأزمات، والحروب .

ربما تكون الأزمات فرصة لكن المهم هو استغلال هذه الفرصة لتصبح منحة وإضافة دائمة ومستمرة.

Back to Top