ترامب فائزًا
نشر بالأهرام الجمعة 11 أغسطس
ترامب فائزًا
برغم اختلافى مع مدرسة دونالد ترامب السياسية التى تنتهج منهج اليمينية الشعبوية، فإننى أعتقد أنه سوف يكون الفائز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم كل حملات الهجوم الحاد، والعنيف عليه.
ربما تكون تلك الحملات المنظمة، والممنهجة ضده، والتى تكون مبررة أحيانا، وغير مبررة أحيانا أخرى، سببا من أسباب ارتفاع شعبيته وسط الناخبين الأمريكيين فى ظل تفشى مناخ عام فى الغرب لمصلحة الشعبوية، واليمينية المتطرفة.
ترامب كان بداية هذه الحالة التى امتدت بعد ذلك إلى العديد من الدول فى أوروبا، وآخرها ما حدث فى إيطاليا، وإسبانيا، وهو ما ظهر بوضوح فى ارتفاع التصويت لمصلحة اليمين الشعبوى المتطرف، وانحسار أصوات الاعتدال (يمينًا ويسارًا).
فى تصورى أن فوز ترامب قد يكون حلا للكثير من المشكلات، خاصة الحرب الروسية- الأوكرانية التى ألقت بظلالها الكئيبة على الاقتصاد العالمى، وقد تحمل مخاطر جسيمة فى حالة استمرارها يمكن أن تصل إلى إشعال حرب عالمية ثالثة.
روسيا تريد أن تُنهى الحرب بمعرفتها من خلال الفوز بالضربة القاضية، وإعلان استسلام أوكرانيا، وهذا لن يحدث، وعلى الجانب المقابل فإن أوكرانيا تريد هزيمة روسيا، وانسحابها الكامل من كل أراضيها، بما فيها شبه جزيرة القرم، وهذا لن يحدث أيضا.
يبقى خيار التوصل إلى صيغة معتدلة سلمية تحفظ ماء وجه روسيا وأوكرانيا، وأعتقد أن دونالد ترامب الوحيد القادر على ذلك لأنه ليس متورطا فى عداوة شخصية مع بوتين كما هو حال بايدن الآن، وعلى الجانب المقابل هناك حالة من الارتياح الروسى تجاهه، وهو ما يفتح الباب واسعا لانفراجة ضخمة فى الأزمة الروسية - الأوكرانية.
على صعيد منطقتنا فإن بايدن لم يقدم أو يؤخر فى ملف القضية الفلسطينية، ولم ينفذ وعده بفتح القنصلية الأمريكية فى القدس الشرقية اعترافًا بمبدأ حل الدولتين، وظل الدعم الأمريكى كما هو لحكومة إسرائيل المتطرفة، مما يؤكد أن حل القضية الفلسطينية يظل بأيدى الفلسطينيبن وحدهم بغض النظر عن بايدن، أو ترامب، أو غيرهما.
أخيرا ورغم أننى كنت أتمنى عكس ذلك، فإننى أعتقد أن ترامب هو الرئيس الأمريكى المقبل.