مرضى نفسيون
نشر بالأهرام الاثنين 14 أغسطس
مرضى نفسيون..!
أعجبتنى مقدمة برنامج «التاسعة» التى قدمها الزميل يوسف الحسينى، أمس الأول، على القناة الأولى المصرية، حينما أثار قضية «الفشخرة الكاذبة» لدى بعض الأثرياء الجدد، و«محدثى النعمة»، ومحاولات إنفاقهم على سياراتهم الفارهة، ووجباتهم الغذائية.
من حق كل شخص أن يعيش حياته التى يرغبها، وينفق ما يشاء مادام مصدر رزقه مشروعا، لكن ليس من حقه إثارة الطبقية البغيضة، وتغذية تلك العادة السيئة فى نفوس أولاده، ليخرجوا فى فيديوهات مبتذلة وهم يتفاخرون بحجم الأموال التى أنفقوها على الوجبات، وفى السهرات، والمأكولات، والمشروبات.
السعادة، والراحة، والاستمتاع أشياء نسبية، وكل شخص يعيش الحياة بطريقته، لكن ليس من حق أحد أن يحاول فرض «ذوقه»، أو «ثقافته» على الآخرين بشكل فج، فأصبحنا نسمع عن الساحل الطيب، أو الساحل الشرير، وعن منع سيارات الموديلات القديمة من دخول بعض الأماكن، وعن أشياء أخرى غريبة، وعجيبة وشاذة يجب التوقف أمامها، ودراستها لمعرفة بعض مواطن الخلل المجتمعى والنفسى التى أصابت بعض الأثرياء الجدد، ومحدثى النعمة.
أعتقد أن بعض هؤلاء تحولوا إلى مرضى نفسيين يحتاجون إلى العلاج، والشفقة، لكن الخطورة أن بعض الأطفال والشباب يتأثرون بهؤلاء، ويتوقفون أمام تلك التفاهات.
المعتدلون من الأغنياء والفقراء على السواء يعيشون بطريقتهم وفقا لظروفهم دون «فشخرة كاذبة»، أو «استعطاف غير مبرر»، ومن الضرورى مراعاة مشاعر الآخرين فى إطار من السلوك الحضارى الراقى، والتوازن النفسى المستقر.
أتمنى من الصحف، ووسائل الإعلام التطرق إلى تلك القضايا المجتمعية، ومحاربة تلك السلوكيات الخاطئة قبل أن تتحول إلى أمراض نفسية تصيب بعض فئات المجتمع.