نشر بالأهرام الأثنين 21 أغسطس

الظهور الأول للبرهان

يوم الإثنين الماضى ظهر الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السودانى، لأول مرة، بملابسه الرسمية الكاملة منذ اندلاع القتال فى السودان فى ١٥ إبريل الماضى.

هاجم البرهان فى خطابه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتى)، واصفا إياه بـ«المتمرد، الخائن، المتعطش للسلطة، الذى يسعى لإقامة مملكته الخاصة على أنقاض، وأشلاء البلاد»، مشيرا إلى أنه حاول استغلال ثورة الشعب فى ديسمبر 2018 لتمرير مشروع الفوضى، وخلق الأزمات الأمنية، والاقتصادية.

طمأن البرهان الشعب السودانى بأن «القوات المسلحة تقف مع خيارات الشعب للوصول إلى توافق على صيغة سياسية محكمة، وعادلة تتفادى تجاوزات، وأخطاء ما قبل اندلاع الحرب، وصولا إلى انتخابات حرة».

اللافت للانتباه هو ظهور البرهان لأول مرة بزيه الرسمى بعد أن كان يظهر بشكل نادر مرتديا ملابس القتال، وعلى كتفه بندقية آلية وسط جنوده فى الميدان.

الملاحظة الثانية هى حالة الثبات، والاطمئنان التى ظهر بها البرهان، مما يؤكد تماسك القوات المسلحة السودانية، ووحدتها، وهى رسالة مهمة لا تخص القتال الدائر فى السودان الآن فقط، بل تمتد إلى الأطراف الإقليمية، والدولية المتربصة بالسودان، والراغبة فى تفتيته، وضرب وحدته.

أتمنى أن يكون الاحتفال بـ «يوم الجيش السودانى» يوم الإثنين الماضى بداية لسلام داخلى بين الطرفين المتصارعين، ووقف دائم للقتال، على أن تبدأ مرحلة جديدة تقف فيها القوات المسلحة السودانية مع خيارات الشعب السودانى للوصول إلى توافق على صيغة سياسية محكمة، وعادلة تتفادى تجاوزات، وأخطاء ما قبل اندلاع الحرب، وصولا إلى انتخابات حرة يختار فيها الشعب السودانى ممثليه بكامل إرادته.