صرخة البجعة
نشر بالأهرام الخميس 24 أغسطس
«صرخة البجعة»..!
أتمنى ألا تكون «صرخة البجعة» للصحفية، والأديبة الكبيرة سكينة فؤاد آخر صيحة لها، كما توقعت هى كذلك فى مقدمتها، حينما أشارت إلى أنها ربما تكون صرختها، أو صيحتها الأخيرة.
الأستاذة سكينة فؤاد كاتبة قديرة نجحت فى اختراق العديد من القضايا، والهموم المصرية، لعل أشهرها معركة «القمح» الشهيرة التى خاضتها على مدى عدة سنوات فى التسعينيات، أى منذ أكثر من 4 عقود، وأقامت الدنيا فيها ولم تقعدها، لكن الصمم الذى أصاب الآذان آنذاك حال دون سماع صيحات الخطر الذى نحاول الآن بكل جدية مواجهته من خلال التوسع فى استصلاح الأراضى، وزيادة مساحة محصول القمح بعد 4 عقود من التنبيهات، والتحذيرات.
فى مقدمة مجموعتها القصصية الأخيرة (صرخة البجعة) تطرقت الأستاذة سكينة فؤاد إلى أن انشغالها بالعديد من القضايا، والهموم الحياتية جعلها «تحبس» كاتبة القصة داخلها، وحينما جاءت الفرصة أطلقتها لتنتج لنا تلك المجموعة الرائعة، وتنجح فى كسر القضبان داخلها، وتتمرد على إرادة الكاتبة الصحفية التى تحاصرها دائما، وتحبسها فقط فى تناول القضايا، والأزمات، والهموم الحياتية، واليومية.
مجموعة من القصص القصيرة الرائعة تبدأ بقصة «الزين والزينة»، وذكريات أصابع العسلية بالسمسمية، وتنتهى بقصة «فنجان نجاح» الذى لا ينزل الأرض، وشهرة قارئة الفنجان فى الأوساط المصرية والعربية.
«صرخة البجعة» مجموعة قصصية رائعة تؤكد أن «ليلة القبض على فاطمة» ليست الرواية الوحيدة الرائعة للكاتبة سكينة فؤاد، وتؤكد، فى الوقت نفسه، قدرة الكاتبة الكبيرة على إنجاز أعمال روائية جديدة قادمة فى الطريق، لأن صاحبة الإرادة، والحس الفنى الرائع تظل دائمة العطاء، لتستمر البجعة متألقة، وقادرة على الصياح دائما.