نشر بالأهرام الثلاثاء29 أغسطس

ترامب «الوسيم»! ‏

لأول مرة فى التاريخ الأمريكى يدخل رئيس السجن، ويتم تصويره جنائيا باعتباره «مسجونا»، ثم يقوم بتسديد كفالة قدرها 200 ألف دولار ليتم الإفراج عنه بعد ذلك.

ترامب حرص على «وسامته»، وعلى أن تظهر صورته فى السجن كأنه يستعد لمشهد تمثيلى جديد، وهو ما جعل الرئيس الأمريكى جو بايدن يشيد «بوسامته» فى صورته مسجونا، وعلى الفور علق ترامب على احتجازه بعد إطلاق سراحه قائلا «إنه لم يرتكب خطأ»، ووصف القضية بأنها «مهزلة للعدالة»، مشيرا إلى حقه فى « الطعن فى الانتخابات، واعتبارها غير نزيهة».

لم يكتفِ ترامب بذلك، بل إنه نشر صورته الجنائية معلقا عليها: «لن أستسلم».

الغريب فى الأمر أن ترامب لايزال فى مقدمة سباق الترشح للحزب الجمهورى، ورغم عدم حضوره المناظرة الرئاسية للحزب، فقد أشارت استطلاعات الرأى إلى تقدمه على كل من حضر تلك المناظرة، ليفوز بها رغم عدم حضوره لها، وحافظ على تقدمه حتى نهاية المناظرة.

أعتقد أن ترامب سوف يفوز فى النهاية بترشيح الحزب الجمهورى رغم أن هناك شبابا أكثر منه، بمن فيهم حاكم فلوريدا القوى رون ديسانتيس البالغ من العمر ٤٥ عاما.

إذا نجح ترامب فى تخطى عقبة الترشح عن الحزب الجمهورى فإنه سوف يكون الرئيس القادم، وسوف يتغلب على الرئيس الحالى جو بايدن.

حكام أوروبا لا يريدون ترامب، لكن شعوبها أعتقد أنها تفضله لأنه سوف يُنهى الحرب الروسية- الأوكرانية، وبعد نجاحه سوف يدخل فى معارك ضخمة مع الحزب الديمقراطى داخليا، خاصة فيما يتعلق بقضايا الإجهاض، والتحول الجنسى التى يرفضها ترامب بكل قوة، ووضوح، ويتعهد بإصدار القوانين التى تُنهى حالة العبث، والشذوذ السائدة بكل قوة فى المجتمع الأمريكى، وهى الأوضاع التى يدعمها الرئيس بايدن، وحزبه الديمقراطى.

الأيام المقبلة سوف تشهد الكثير من المفاجآت فى سباق الرئاسة على مستوى الحزبين الجمهورى والديمقراطى، ثم تبدأ المعركة النهائية بعد ذلك.