«البرهان» فى مصر
نشر بالأهرام الأربعاء 30 أغسطس
«البرهان» فى مصر
الخروج الأول للفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى، منذ أزمة ١٥ إبريل فى السودان، إلى مصر- هو حدث له دلالة، ومعنى، ورمزية فيما يخص العلاقات المصرية- السودانية الوطيدة، والتاريخية، والمستقبلية.
ما بين مصر والسودان أكبر من الكلمات، وأعمق بكثير من العلاقات الرسمية، والدبلوماسية، ويكفى القول إن هناك ما يقرب من ٤ إلى ٥ ملايين ضيف سودانى يعيشون على الرحب والسعة فى وطنهم الثانى مصر، رغم كل الظروف الاقتصادية، والتداعيات السيئة للحرب الروسية - الأوكرانية.
منذ احتفالات الجيش السودانى بيومه الوطنى، وظهوره بالزى الرسمى، وإلقائه كلمة للشعب السودانى- خرج البرهان من مقره السرى فى جولات بولايات السودان المختلفة، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السودانية، وزار المصابين فى المستشفيات، والتقى المواطنين، ثم غادر السودان فى أول زيارة خارجية له إلى مصر.
لم تغب السودان عن أجندة مصر السياسية منذ اندلاع الأزمة، وبذلت الدولة المصرية جهودا حثيثة لوقف نزيف الدم السودانى، وجرت مشاورات مكثفة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، على المستوى الثنائى، مع العديد من الأطراف الإقليمية، والعالمية، ثم كانت الدعوة الأبرز والأهم للرئيس فى هذا الملف لقمة دول الجوار التى عُقدت فى القاهرة، والتى أكدت دعم وحدة، وسيادة السودان، وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، مع الوقف الفورى، والشامل، والمستدام لإطلاق النار.
كان من نتائج قمة دول الجوار وضع آلية لتنفيذ مقررات القمة، وعقد اجتماعاتها بشكل دورى فى دولة من دول الجوار، وقد حضر وزير الخارجية سامح شكرى اجتماعها الأول فى تشاد.
أعتقد أن مخرجات قمة دول الجوار لاتزال هى الأفضل للخروج من المأزق الحالى فى السودان، وربما تكون زيارة البرهان لمصر فى هذا التوقيت بداية انفراجة فى ملف الأزمة السودانية بعد أن بلغت المأساة ذروتها هناك.