إفريقيا ترجع إلى الخلف
نشر بالأهرام الجمعة 1 سبتمبر
إفريقيا ترجع إلى الخلف
اقتتال أهلى، وصراعات، تلك هى أبرز الأنباء الواردة الآن من بعض الدول الإفريقية، والتى كان آخرها ما حدث فى الجابون يوم الأربعاء الماضى.
لعنة خطيرة تطارد بعض الدول الإفريقية الآن، وكانت البداية من دولة مالى التى شهدت أزمتها الأولى فى أغسطس ٢٠٢٠، ثم جاءت الأزمة الثانية بعد عام تقريبا فى سبتمبر ٢٠٢١، وكانت بوركينا فاسو المحطة الثانية التى تعرضت هى الأخرى لأزمتين متتاليين فى عام واحد، حيث شهدت المشكلة الأولى فى شهر يناير ٢٠٢٢، تلاه الصراع الثانى فى شهر سبتمبر من العام ذاته.
النيجر كانت المحطة الثالثة، حيث تمت الإطاحة بالرئيس محمد بازوم فى شهر يوليو الماضى، بعد أن فشلت المحاولة الأولى للإطاحة به عام ٢٠٢١، فهل تكون الجابون آخر المحطات أم أن ما حدث فى الدول الأربع سوف يفتح شهية الصراعات على السلطة داخل دول أخرى فى القارة الإفريقية؟
لا أحد يملك، على وجه اليقين، إجابة قاطعة، خاصة بعد أن هدأت أصوات البنادق بعض الوقت، بعد إطلاق الاتحاد الإفريقى مبادرة «إسكات البنادق»، إلا أنه لم يكد يمر وقت طويل حتى عادت أصوات البنادق مرة أخرى إلى القارة الإفريقية، تارة فى شكل صراعات، وتارة أخرى فى شكل اقتتال أهلى.
هناك دول أخرى مثل إثيوبيا، والسودان، تعانى بسبب الصراعات، والاقتتال الأهلى، وتنزف فيها دماء كثيرة نتيجة ذلك.
المؤكد أن إفريقيا مستهدفة لكى تظل بؤرة متوترة، وساخنة، وحتى تظل ثرواتها، وخيراتها نهبًا مستباحا للقوى الخارجية، وأدواتها من القوى الداخلية، حيث تملك إفريقيا نصف احتياطى الذهب، و١٢٪ من الثروة النفطية، و٣٢٪ من الثروة المعدنية، فمتى يعود الوعى إلى الشعوب الإفريقية لتستثمر ثرواتها، وتحتفظ بخيراتها بعيدا عن الصراعات، والاقتتال الأهلى؟!