الهجوم على الوزيرة
نشر بالأهرام الثلاثاء 5 سبتمبر
الهجوم على الوزيرة
تعرضت كارولين جينيز، وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية، لهجوم واسع النطاق فى إسرائيل بسبب تصريحاتها التى أدانت فيها انتهاك تل أبيب حقوق الفلسطينيين، وقيامها بقتل أطفالهم، ومسح قرى بكاملها من الخريطة الفلسطينية، وتدمير مدارس، وأحياء تم تمويلها من الاتحاد الأوروبى.
الوزيرة أكدت بعد ذلك أنها غير نادمة على تصريحاتها، وأشارت إلى دعم بلجيكا حل الدولتين، موضحة أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية تتعارض مع الديمقراطية، وحقوق الإنسان، لافتة إلى أن العام الحالى (٢٠٢٣) هو الأكثر دموية فى الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، حيث شهد مقتل ٢١٨ فلسطينيا، من بينهم ٣٤ طفلا فى مقابل ٢٨ إسرائيليا.
بعد تصريحات الوزيرة البلجيكية قامت وسائل الإعلام الإسرائيلية بهجوم كاسح عليها، واستدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفير بلجيكا لدى إسرائيل، إلا أن كل ذلك لم يثنِ الوزيرة الشجاعة عن تصريحاتها، بل أكدتها مرة أخرى.
تزامنت تصريحات الوزيرة مع تقرير مايكل لينك، المقرر الخاص لحالة حقوق الإنسان فى الأراضى المحتلة، الذى قدم تقريرا جديدا إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطينى حقوقه غير القابلة للتصرف قبل عرضه فى جلسة الاستماع بمحكمة العدل الدولية فى «لاهاى» أكد فيه أن إسرائيل «دولة فصل عنصرى»، وطالب المحكمة بأن تأمر جيش الاحتلال بالانسحاب الفورى، وغير المشروط، وإلغاء جميع القوانين التمييزية ضد الفلسطينيين.
المشـــكلـة أن الحكومــة الإسرائيلية تصم آذانها عن كل الأصوات العالمية التى تزايدت بشكل كبير ضد الممارسات العنصرية، وتواصل بشكل ممنهج فرض الإجراءات التعسفية ضد الفلسطينيين، مما يزيد حالة الغضب، والاحتقان لدى الشعب الفلسطينى، ويقوِّض كل فرص السلام، وحل الدولتين.