مصر بين الكبار
نشر بالأهرام الأثنين 11 سبتمبر
مصر بين الكبار
فى أقل من شهر تمت دعوة مصر للانضمام إلى عضوية تجمع «بريكس»، ثانى أقوى تكتل اقتصادى عالمى بعد مجموعة «السبع»، على أن يتم تفعيل تلك العضوية اعتبارا من يناير المقبل، ثم جاءت دعوة مصر لحضور قمه «العشرين» فى نيودلهى، والتى تضم أكبر 20 اقتصادًا على مستوى العالم.
صحيح أن مصر لن تكون عضوا فى مجموعة «العشرين»، فلا يزال أمامها مشوار طويل حتى تتمكن من ذلك، إن شاء الله، لكن، فى كل الأحوال، فإن حضورها، ومشاركتها فى القمة، بدعوة من ناريندرا مودى، رئيس الوزراء الهندى، الذى تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة، يؤكد مكانة مصر السياسية، والاقتصادية، واحترام العالم، شرقه وغربه، للدولة المصرية، والرئيس عبدالفتاح السيسى.
الرئيس حمل المطالب الإفريقية على عاتقه، ووضعها أمام قمة الـ«20» فى نيودلهى، خاصة ما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية فى الاقتصاد العالمى على نحو متكافئ، والتقى العديد من زعماء وقادة دول العالم المشاركين فى القمة، كما شارك فى أعمال القمة «الإفريقية - الأوروبية» المصغرة التى عُقدت على هامش أعمال قمة مجموعة «العشرين»، وضمت قادة، وممثلى ألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وهولندا، وفرنسا، وجنوب إفريقيا، ونيجيريا، وجزر القمر، باعتبارها رئيس الاتحاد الإفريقى، وذلك بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبى، ومؤسستىّ البنك وصندوق النقد الدوليين.
حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى قمة «العشرين»، بعد انضمام مصر إلى تجمع «بريكس»، يؤكد استقلالية نهج مصر السياسى، والاقتصادى، وقدرتها على القيام بدور مهم، ومتوازن فى السياسة الدولية، والإقليمية، ويؤكد تقدير، واحترام القوى الدولية الكبرى للدور المصرى إقليميا، وعربيا، وإفريقيا، ودوليا.
أتمنى أن نرى ذلك اليوم الذى تصبح فيه مصر ضمن مجموعة «العشرين» الأقوى اقتصاديا على مستوى العالم، وليس ذلك بمستحيل، بدليل الهند وجنوب إفريقيا اللتين كانت مصر تسبقهما فى ذلك المجال.