الطبيعة «غاضبة» فى العالم العربى
نشر بالأهرام الأربعاء 13 سبتمبر
الطبيعة «غاضبة» فى العالم العربى
بعد كارثة الزلزال التى كانت بمثابة نهاية الحياة فى العديد من قرى المغرب الشقيق، ضربت السيول، والفيضانات شرق ليبيا بعد هجوم إعصار «دانيال» على العديد من البلدات الليبية.
إعصار «دانيال» ضرب بعنف العديد من المدن، والقرى الواقعة فى شرق ليبيا، والتهم أحياء كاملة بمواطنيها، وغطت المياه مدن البيضاء، وسوسة، والمرج، أما «درنة» فقد كانت من أكثر المناطق المتضررة، مما جعل مجلسها البلدى يطالب دول العالم بالمساعدات الإنسانية للإنقاذ.
الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه القوات المسلحة، ووزارة الصحة، على الفور، بالتدخل العاجل لتقديم كل أوجه المساعدات الإنسانية، والصحية للشعبين الشقيقين فى المغرب، وليبيا، وقرر إرسال أطقم الإغاثة، ومعدات الإنقاذ، والمخيمات بحرا، وبرا، وجوا، وبأقصى سرعة ممكنة، وإقامة المعسكرات اللازمة لإيواء المتضررين، بالتعاون، والتنسيق مع المؤسسات الليبية، والمغربية.
للأسف الشديد، جاءت كارثة ليبيا بعد كارثة المغرب وكأنها غضبة للطبيعة فى العالم العربي، وللأسف الشديد، فإن البنية التحتية فى معظم دول العالم العربى ضعيفة، ومتهالكة، ولذلك تتضاعف الأضرار الناتجة عن تلك الكوارث.
من هنا، فإن الاهتمام بالبنية التحتية، وإزالة العشوائيات لم تعد رفاهية، وإنما أصبحت ضرورة ملحة، بعد التغيرات المناخية الرهيبة التى أصبحت واقعا مريرا يعيشه العالم، ولا تكاد تمر فترة زمنية قصيرة إلا وتظهر آثارها الكارثية فى كل دول العالم بلا استثناء، لكن تبقى قوة الدولة، وبنيتها التحتية القوية عاملا رئيسيا فى تخفيف الأضرار.
أتمنى أن يفتح «إعصار دانيال» الأبواب المغلقة بين الأشقاء فى شرق ليبيا وغربها، وأن يقف الشعب الليبى صفا واحدا لتخفيف آثار الكارثة الإنسانية التى راح ضحيتها الآلاف من القتلى، والمفقودين، والمصابين.
حفظ الله مصر، وشعبها، وقيادتها من كل مكروه، وسوء.