«السكان» فى أحضان الأهرامات
نشر بالأهرام الخميس 14 سبتمبر
«السكان» فى أحضان الأهرامات
كانت ليلة رائعة تلك الليلة التى نظمتها وزارة الصحة والسكان للمشاركين فى المؤتمر الدولى للسكان والصحة والتنمية فى أحضان «الأهرامات» الساحرة التى تؤكد عظمة مصر، وريادتها على مر الزمان .
عبقرية المصريين مؤكدة، لأنهم صنعوا الحضارة، وعاشوها أكثر من مرة.
قبل 7 آلاف عام أقاموا حضارة فرعونية عظيمة مازالت ملهمة لكل البشر حتى الآن، ومازالت مثار نقاشات، واستفسارات، وأبحاث لفك بعض «طلاسمها « المستعصية على الحل، رغم كل مستويات التقدم العلمى الحديث.
من هنا يستحق الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، التحية لاختياره هذا المكان العبقرى فى إقامة حفل ختام المؤتمر ليؤكد قدرة المصريين «الأحفاد» على إقامة حضارة جديدة، والقدرة على تجاوز كل تلك المشكلات بالعلم، والعمل، والإنتاج، وتنظيم الأسرة.
لم يعد تنظيم الأسرة مجرد رفاهية، وإنما ضرورة قبل أن نتحول إلى «غثاء السيل» الذى حذرنا الرسول الكريم منه، منذ 1445عاما، حينما قال: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟.. قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ...»صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالقصة ليست فى العدد ولكن فى الفاعلين، والقدرة على الإنجاز كما كان المصريون القدماء قبل 7 آلاف عام، وكما قامت الحضارات الإسلامية، والعالمية بعد ذلك.
ولأن المؤتمر شديد الأهمية؛ فقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ضرورة عقده بشكل سنوى من أجل مناقشة قضية الزيادة السكانية، باعتبارها أخطر القضايا التى تواجه الدولة المصرية الآن بعد أن بلغ تعداد السكان 105 ملايين نسمة، وهو الأمر الذى يعوق إقامة منظومة تعليمية، أو صحية على أى مستوى، وكما يجب أن يكون.
حرية الإنجاب، كما أشار الرئيس، حرية كاملة، لكن من الضرورى تنظيم هذه الحرية، وهو كلام صحيح تماما، والمؤكد أن القرار لابد أن يكون من داخل كل أسرة (الزوج والزوجة معا) بفهم، ووعى، واقتناع؛ لنعود صانعين للحضارة، ومنتجين لها كما كنا قبل 7 آلاف عام.