مقاطعة «القتلة» و«معاونيهم»
مقاطعة «القتلة» و«معاونيهم»
نشر بالأهرام الثلاثاء 2 يناير
فى العام الجديد لابد أن نكون أكثر صلابة، وقدرة على مواجهة التحديات، والتفرقة بين العدو والصديق، وألف باء ذلك هى تأكيد الدعوة إلى مقاطعة كل السلع المغموسة بدماء الفلسطينيين الأبرياء، والمشحونة بروح الكراهية للعرب، والعدالة، والسلام، والإنصاف.
أعجبنى جدا مقال الصديق العزيز محمد سلماوى عن «كارفور» أمس فى «الأهرام»، وكيف حاصر رواد أحد فروعه فى باريس مدير الفرع منددين بما تقوم به إدارة «كارفور» من إرسال أغذية، وبضائع إلى جنود الاحتلال النازى الإسرائيلى لدعمهم فى قتل الأطفال، والنساء، والعجائز فى غزة.
الفيديو موجود على مواقع التواصل الاجتماعى لمن يريد مشاهدته، ويؤكد تنامى حالة الوعى لدى الشعوب، وقدرتها على التمييز، فالأزمة ليست فى الشعوب، وإنما مَنْ يساند العدوان، والقتل، والتدمير، والإبادة الجماعية.
أعتقد أن أقل رد فعل على العدوان من جانب كل العرب هو مقاطعة «القتلة» وكل معاونيهم ممن يدعمون هؤلاء «السفاحين».
الشئ اللافت للانتباه هو وعى الشباب، والأطفال وقيادتهم حملات المقاطعة فى مصر ضد «كارفور»، و«ستاربكس» و«بيتزاهت»، و«ماكدونالدز»، و«بيبسى»، و«كوكاكولا».. وغيرها من المنتجات التى تدعم العدو الصهيونى، لأنها منتجات ملوثة بدماء الفلسطينيين الأبرياء.
حتى لو توقف العدوان فلا بد أن تستمر حملات المقاطعة ضد هذه المنتجات، والكيانات حتى يتحقق العدل، والسلام، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
نحن دعاة سلام، ومع السلام، وفى حالة إقرار إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، واتخاذ كل ما يلزم من أجل ذلك، والانسحاب من الأراضى الفلسطينية المحتلة سوف تتغير كل المعادلات، ويعم المنطقة السلام العادل، والشامل القائم على العدل.
المشكلة تكمن فى إسرائيل، وعقيدتها العسكرية الشاذة القائمة على الاحتلال، والتوسع، وكراهية الآخرين، واحتقارهم، فى أبرز نماذج للتفرقة العنصرية فى العصر الحديث.
مقاطعة المنتجات، والكيانات الداعمة إسرائيل سوف تكون لها آثار إيجابية كبرى على إعادة لغة العقل، والحكمة إلى كثير من القادة، والزعماء، والسياسيين فى أمريكا، والدول الغربية، وكذلك إسرائيل.
أعتقد أن مقاطعة السلع، والمنتجات الملوثة بالدماء رسالة حاسمة، وقوية من كل الشعوب المحبة للسلام، والراغبة فى إنهاء كل مظاهر التفرقة العنصرية، خاصة أننا فى القرن الحادى والعشرين، كما فعل رواد أحد فروع «كارفور» فى باريس، وأعتقد أن الشعوب العربية يجب أن تكون فى الصفوف الأولى لمقاطعة كل المنتجات، والكيانات الداعمة إسرائيل بعيدا عن أى حجج واهية لا تصب إلا فى خانة العدو الإسرائيلى.