تعليق «الحساب» لا «يهم»..!
تعليق «الحساب» لا «يهم»..!
نشر بالأهرام الخميس 22 من جمادي الآخرة 1445 هــ 4 يناير 2024 السنة 148
تلاعبنى إدارة «فيسبوك» وتقوم بتعليق «الحساب» الخاص بى مرات عديدة بحجج واهية، والسبب الرئيسى، كما قال لى الزملاء المتخصصون، هو ما أقوم بإعادة نشره من مقالاتى المنشورة هنا فى عمود «صندوق الأفكار»، أو بعض اللقاءات الحوارية التليفزيونية، وما تتضمنه من انتقادات لسياسة إسرائيل العدوانية، والنازية فى غزة، وبقية الأراضى الفلسطينية، وكذلك انتقاد الراعى الرسمى الأمريكى للإرهاب الإسرائيلى، وما أتبناه من الدعوة إلى مقاطعة السلع، والمنتجات، والكيانات المساندة، والداعمة للعدو الصهيونى.
ما تقوم به إدارة «فيسبوك» معى، ومع الكثيرين غيرى، هو إرهاب ضد حرية الرأى، لأننا نستعمل فقط حقنا فى التعبير عن الرأى، ومساندة المظلومين، والمقهورين، ورفض سياسة القتل، والاغتيالات، والإبادة الجماعية التى تنتهجها إسرائيل فى غزة والأراضى الفلسطينية الأخرى.
لن تستطيع إدارة «فيسبوك»، أو غيرها، إرهاب الأصوات الحرة فى العالم المطالبة بالسلام العادل، والشامل فى المنطقة العربية، والرافضة لأساليب القتل، والحصار، والتجويع، والإبادة ضد الأطفال، والنساء، والعجائز فى غزة.. وكل الأراضى الفلسطينية.
ربما تكون الحسنة الوحيدة فى ذلك الأمر هى سقوط «ورقة التوت» عن «الخديعة الكبرى» لحرية الرأى، والتعبير التى كان الغرب، وأمريكا يصدعون بها رءوسنا ليل نهار، وأنهم المدافعون عن المساواة، والعدالة، والسلام، والمدافعون عن الحريات، والحقوق، لكنهم فى «أول محطة» سقطوا جميعا فى بئر «العنصرية المقيتة»، واتضح أنهم يطلبون لأنفسهم ما لا يطلبونه للآخرين، وأن كل شعاراتهم ما هى إلا مجرد أكاذيب لتحقيق أغراضهم الدنيئة فى استعمار الدول بشكل جديد، وعصرى، واستمرار قيادتهم، وسيادتهم فى العالم، «ومص دم» الشعوب بإشعال نيران الفتن، والفوضى الداخلية كما حدث فى المنطقة العربية طوال الـ «٢٠» عاما الماضية، بدءا من احتلال العراق، ومرورا بموجات ثورات «الخريف العربى»، وسيناريو «الفوضى الخلاقة»، وانتهاء بالحرب على غزة، والسماح لإسرائيل بإبادة الفلسطينيين، وحصارهم، وتجويعهم، وتهجيرهم، والمطلوب أن نشارك فى تلك الجرائم، أو نصمت عنها.