نداء الأزهر والكنيسة
نشر بالاهرام الجمعة 5يناير
فى الشدائد، والمواقف يظهر المعدن المصرى الأصيل فى التلاحم، والصمود، والوقوف صفا واحدا لمواجهة تحديات الأمنين القومى المصرى، والعربى، وهو ما ظهر جليا فى أثناء زيارة الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، للبابا تواضروس، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، لتهنئته وجموع المسيحيين بعيد الميلاد المجيد.
خلال الزيارة دعا شيخ الأزهر إلى إنشاء لجنة مشتركة تجمع بين الأزهر والكنيسة لمتابعة ما يحدث فى غزة لحظة بلحظة، وعلى مدى الساعة، والخروج بصوت واحد منادٍ بوقف هذا العبث، والحقد، والقتل، والإرهاب، قائلا: لسنا دعاة حرب وكراهية، ولكننا نقف مع الحق، ونساند الطرف الذى يُمارس ضده أبشع الجرائم، مشيرا إلى أنه لا يمكن تصور أى دين يبرر ما يتعرض له الأبرياء فى غزة من قتل، وقهر، وتنكيل.
الإمام الأكبر أكد أن ما يحدث فى فلسطين لم يعرفه تاريخ البشاعات، ولا الجرائم من قبل، مشيرا إلى أن ما يحدث ليس حربا، لأن الحرب تكون بين طرفين متكافئين، وإنما هو إبادة من جيش مسلح مدجج بأحدث الأسلحة ضد مواطنين أبرياء.
على الجانب الآخر، فقد تفاعل البابا مع دعوة الإمام الأكبر، مؤكدا الإخوة المتينة بين أبناء الوطن المسلمين والمسيحيين، قائلا: إننا جميعا نتألم لما يحدث فى أرض فلسطين من غياب للإنسانية بكل صورها، وصم الأذان عن دعوات وقف العدوان، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
موقف نبيل، ومحترم، وراقٍ من قيادتىّ الأزهر والكنيسة، كرمزين دينيين للمسلمين والمسيحيين فى مصر والعالم، يؤكد براءة الأديان من الإرهاب، والعنف، والقتل، والتدمير، والتخريب الذى يحدث فى فلسطين منذ بدأت العصابات الصهيونية تقتل، وتدمر، وتخرب فى الأراضى الفلسطينية، ثم تحولت العصابات إلى دولة، ولاتزال الدولة تمارس دور العصابات فى القتل، والتدمير، والتخريب، والحصار، والتجويع.
أتمنى تفعيل اللجنة المشتركة للأزهر والكنيسة، وقيامها بدور مهم فى إيقاظ ضمير البشرية، والإنسانية فى كل دول العالم من أجل أن يحل السلام على المنطقة، والعالم، وأن ينتصر صوت السلام، والعدل، والإنسانية على صوت الإرهاب، والتطرف، والقتل، والتخريب، والإبادة الجماعية.