«جالانت» ومستقبل إسرائيل..!
«جالانت» ومستقبل إسرائيل..!
نشر بالأهرام الأربعاء 5 من رجب 1445 هــ 17 يناير 2024 السنة 148 العدد 50080
شاهدت تصريحات يوآف جالانت، وزير الحرب والعدوان الإسرائيلى، الأخيرة، تعليقا على مرور ١٠٠ يوم على الحرب، والذى وصف سكان غزة بأنهم "حيوانات بشرية تستحق القتل، والإبادة".
التصريحات الأخيرة أمس الأول كانت كلها تدور حول رغبته فى مواصلة الحرب، وأنه لا بديل عن القتال حتى آخر لحظة للتخلص من المقاومة الفلسطينية إلى الأبد، وأن الأمن الإسرائيلى يعنى ضرورة اللجوء إلى العنف، والقوة، والقتال، وأنه دون ذلك لن يكون هناك أمن للإسرائيليين، ولن يعود الأسرى.
لم أسمع كلمة واحدة من وزير الحرب الإسرائيلى عن إحلال السلام فى المنطقة، أو إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولو حتى من باب "التعبيرات الدبلوماسية" لوزير فى الحكومة الإسرائيلية.
للأسف الشديد أصبح هناك سباق بين وزراء الحكومة الإرهابية المتطرفة فى إسرائيل نحو من يكون الأكثر تطرفا..هل نيتانياهو، أم بن غفير، أم سموتريتش، أم جالانت... أم غيرهم؟!.
الكل يتسابق نحو التطرف، والإرهاب بكل قوة، ويرفع السقف إلى مالا نهاية، مما يهدد بإغراق المنطقة كلها فى بحر من الفوضى، وتوسيع دائرة الصراع كما يحدث الآن بين الحوثيين فى اليمن والقوات الأمريكية.
الحكومة الإسرائيلية "هشة"، وهناك قطيعة شبه كاملة الآن بين نيتانياهو ووزير حربه، فى محاولة من كل منهما للنجاة بنفسه بعد أن تضع تلك الحرب اللعينة أوزارها.
تطرف الحكومة الإسرائيلية دفع بوزير الحرب الإسرائيلى إلى أن يكون أكثر تطرفا، فهو الآن لا يرى إلا ضرورة استخدام القوة المفرطة للضغط على المقاومة الفلسطينية من أجل إطلاق سراح الأسرى، رغم مرور أكثر من ١٠٠ يوم على تلك الحرب من دون أن تحقق أهدافها.
فى المقابل شاهدت فيديو للأسرى الإسرائيليين وهم يناشدون حكومتهم وقف الحرب، وإطلاق سراحهم، ويتهمون القوات الإسرائيلية بقتل عدد منهم نتيجة القصف العشوائى، والعنيف للمبانى، وسيارات الإسعاف.
جنون الحكومة الإسرائيلية، وتطرفها جعلها تصم آذانها حتى عن إنقاذ أسراها، وعودتهم سالمين بدلا من قتلهم بنيران قواتها التى لم تعد تفرق بين المدنيين، والمقاومين، والأسرى.
أعتقد أن من يثق بالحكومة الإسرائيلية، أو يتخيل رغبتها فى السلام "واهم"، و"مخدوع"، فلن يكون هناك سلام، ولا أمن، ولا أمان فى المنطقة مادامت تلك التركيبة الشيطانية فى الحكومة الإسرائيلية مستمرة.