رمز لصمود شعب لا يموت
نشر بالأهرام الخميس 6 من رجب 1445 هــ 18 يناير 2024 السنة 148 العدد 50081
أهلا بالبطل المناضل، والصبور وائل الدحدوح فى مصر، بعد أن قامت السلطات المصرية بتسهيل عبوره من قطاع غزة ضمن ١٩ مصابا تم نقلهم لتلقى العلاج فى مصر والخارج.
وائل الدحدوح قصة، وحكاية، ورمز لصمود شعب بطل، فقد تلقى العديد من الصدمات بعد أن فقد معظم أفراد عائلته، بمن فيهم زوجته، وابنته، وابنه محمود، وحفيده، وكان آخر من فقدهم ابنه الصحفى حمزة.
وائل الدحدوح صحفى من طراز فريد، يحمل قلب مقاتل، وعقل صحفى، وإرادة شعب ترفض الانكسار، والخضوع للعدو الصهيونى الغادر، والغاشم.
ما يقرب من ١١٠ صحفيين قُتلوا حتى الآن فى غزة، وسط صمت أمريكى، وغربى مريب، وكانت شيرين أبوعاقلة من أشهر الضحايا قبل وقوع حرب غزة، وهى نموذج صارخ للعدوان الإسرائيلى، فالقصة ليست فى غزة، أو المقاومة المسلحة، وإنما فى كل صوت يرفض الاحتلال، والعدوان الإسرائيلى.
شيرين أبوعاقلة صحفية فلسطينية تحمل «جواز سفر أمريكى»، ولم يشفع لها ذلك، ولأنها كانت تنقل الحقيقة فقد أطلق الجيش الإسرائيلى عليها النار مع سبق الإصرار والترصد.
بعد ذلك اندلعت حرب غزة ليقوم الجيش الإسرائيلى بأضخم عمليات إبادة جماعية، وتطهير عرقى ضد الفلسطينيين بدعم أمريكى، وغربى كامل، وفى ظل عجز وفشل النظام الأممى فى إيقاف العدوان، نتيجة عدم القدرة على التصدى للفيتو الأمريكى.
رغم كل المعاناة صمد وائل الدحدوح، ولم ولن يتخلى عن مهنته فى نقل الحقيقة، إلا أنه كان من الضرورى أن يتلقى العلاج خِشية أن تتدهور حالته إلى الأسوأ، فقامت السلطات المصرية بالاستجابة لمطلبه، ونقله إلى مصر لتيسير سبل علاجه بحسب حالته الصحية.
أتمنى سرعة الشفاء للزميل وائل الدحدوح، والعودة سريعا إلى قطاع غزة لاستكمال مهمة فضح النازيين الجدد فى إسرائيل، وفضح الفظائع الرهيبة التى يرتكبها الجيش الإسرائيلى فى عمليات الإبادة الجماعية، والتطهير العرقى ضد الفلسطينيين، وتوثيق هذه الجرائم بالصوت، والصورة لتكون دليلا عمليا على محاكمة مجرمى الحرب من المسئولين الإسرائيليين، وأفراد الجيش الإسرائيلى أمام المحاكم الدولية عاجلا أم آجلا.
ما تقوم به إسرائيل من أفعال إجرامية تُهم لا تسقط بالتقادم، ومن المهم جمع كل الأدلة ضد مرتكبى تلك الجرائم لمحاسبتهم على أفعالهم الإجرامية.
كل الشكر والتقدير للسلطات المصرية لما تقوم به من مجهودات ضخمة فى الدعم، والإغاثة، وعلاج المصابين، وتسهيل مهمة نقل الزميل البطل وائل الدحدوح لتلقى علاجه، وكل التمنيات الطيبة للزميل المناضل الذى يعطى لنا جميعا القدوة، والمثل، والطاقة الإيجابية فى الصمود، رغم كل الظروف، والصعوبات.