«ما حدش يجرب مصر»
«ما حدش يجرب مصر»
نشر بالأهرام الأثنين 10 من رجب 1445 هــ 22 يناير 2024 السنة 147 العدد 50085
«محدش يجرب مصر» جملة ارتجلها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، فى أثناء استقباله الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود بقصر الاتحادية.
الجملة جاءت فى سياق كلمة الرئيس الترحيبية بالرئيس الصومالى خلال المؤتمر الصحفى؛ حينما كان يتحدث عن ضرورة التعاون، والتفاهم كبديل للاستفزاز، أو الاستيلاء على حقوق الآخرين، لأن التعاون أفضل مئات المرات من الصراع والخلافات.
للأسف الشديد تُصر إثيوبيا على نهجها الاستفزازى فى محيطها الإقليمى، وبدلا من تعزيز علاقات الصداقة، والتعاون تسعى إلى إثارة القلاقل، والاضطرابات كما فعلت حينما أبرمت اتفاقية باطلة مع إقليم انفصالى فى الصومال بهدف الاستيلاء على الأراضى الصومالية.
الرئيس أشار فى كلمته إلى أن إثيوبيا كان يمكنها اللجوء إلى القنوات الشرعية، والمسارات الطبيعية مع الدول المجاورة للاستفادة من موانئ تلك الدول، أما محاولات الاستيلاء على أراضى الغير فهذه صيغة ترفضها مصر، وتدينها بكل قوة، مؤكدا بطلان الاتفاق بين إثيوبيا والإقليم الانفصالى فى أرض الصومال.
استوقفتنى أيضا فى كلمة الرئيس رسالة أخرى مهمة بخصوص الصومال، كونها دولة عربية شقيقة، وتجمعها مع مصر روابط سياسية، وإستراتيجية عميقة، وكذلك ترتبط مع مصر والعالم العربى باتفاقية الدفاع العربى المشترك، حيث أكد الرئيس أنه لن يستطيع أحد تهديد الصومال، خاصة إذا طلب الأشقاء فى الصومال تفعيل هذه الاتفاقية.
كلمات مهمة، وذات دلالة لمن يهمه الأمر، بضرورة الابتعاد عن اللعب بالنار، لأنه من المؤكد أن النيران سوف تلتهمه أولا.
من جانبه، فقد شكر الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدولة المصرية، على مساندة شعب الصومال، مؤكدا رغبة الصومال فى تعزيز التعاون الاقتصادى، والأمنى مع مصر، ومشيدا بالموقف القوى، والواضح لمصر فى إدانة التحركات الإثيوبية، والاتفاقية الباطلة التى تهدد الاستقرار فى منطقة البحر الأحمر، والخليج العربى.
الرئيس الصومالى أشار إلى أن الشراكة الإستراتيجية بين مصر والصومال ليست موجهة ضد أحد، وإنما هدفها التعاون المشترك، والمصالح المشتركة، وتعزيز الأمن، والاستقرار فى المنطقة.
أعتقد أن زيارة الرئيس الصومالى إلى مصر فى هذا التوقيت لها معنى عميق، وتؤكد قوة الدولة المصرية، ومكانتها فى المنطقة، وكذلك مسئوليتها التاريخية فى الحفاظ على أمن، واستقرار الإقليم شاء من شاء، وأبى من أبى.