القبض على الرئيس الإسرائيلى !

 

نشر بالالثلاثاء 11 من رجب 1445 هــ 23 يناير 2024 السنة 148 العدد 50086

عبدالمحسن سلامة

كنت أتمنى إلقاء القبض على الرئيس الإسرائيلى فى أثناء مشاركته بمنتدى دافوس الأسبوع الماضى، حيث تلقى مكتب المدعى العام السويسرى عددا من الشكاوى الجنائية ضد الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج خلال مشاركته فى المنتدى الاقتصادى العالمى.

كان من المتوقع رفع الحصانة عن الرئيس الإسرائيلى لأنه «بحسب الشكاوى» متورط فى جرائم ضد الإنسانية، خاصة أن هذه الجرائم شروطها مستوفاة تماما، وتأتى متزامنة مع الدعوة التى تبحثها الآن محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل وارتكابها جرائم الإبادة الجماعية.

للأسف الشديد، ونتيجة التواطؤ الأمريكى، والغربى «أفلت» الرئيس الإسرائيلى، كالعادة، وعاد إلى إسرائيل دون أن يتم إلقاء القبض عليه، رغم كل الأدلة، والبراهين التى تدينه بصفته رئيسا للدولة التى تمارس الإبادة، والتى ترتكب جرائم ضد الإنسانية ليل نهار، وأمام أعين العالم.

أخشى أن يحدث فى محكمة العدل الدولية ما حدث فى منتدى دافوس، وأن تنتهى المحكمة إلى لا شىء، أو إلى كلام «أجوف» ليس له معنى على أرض الواقع.

إسرائيل تمارس الإبادة كل يوم، وللشهر الرابع على التوالى، وأمريكا تشغل العالم «بكلام فارغ» حول خلافها مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بشأن الدولة الفلسطينية، وطبيعتها، ومدى الاتفاق، والاختلاف بين بايدن ونيتانياهو فى هذا الشأن، فى محاولة أمريكية «عبثية» لغسل يدها مما يحدث فى الأراضى الفلسطينية.

لو كانت أمريكا جادة فى قضية الدولة الفلسطينية، وفى وقف القتال لفعلت ذلك اليوم قبل الغد.

كل الأحداث التاريخية، والحالية تؤكد أن أمريكا هى إسرائيل، وإسرائيل هى أمريكا، وأن سبب «التوحش» الرهيب لإسرائيل هو أمريكا، لأنها تقوم بدور الراعى، والحامى، والممول لـ«الولاية الأمريكية»، أقصد الدولة الإسرائيلية، فى الشرق الأوسط.

من المنتظر أن تُصدر محكمة العدل الدولية فى «لاهاى» قراراتها بشأن جرائم إسرائيل التى تتصاعد يوميا بعد أن اقترب عدد القتلى من ٢٥ ألف شهيد، و٦٥ ألف مصاب حتى الآن، فهل تنجح محكمة العدل فى الإفلات من الضغوط الأمريكية، والغربية، أم يتكرر المشهد الذى حدث فى «دافوس» ويفلت المجرم من العقاب؟!

Back to Top