الشخصية المصرية وقهر الأزمات
نشر بالأهرام الجمعة 9 فبراير
كانت الشخصية المصرية، ولاتزال، هى حائط الصد ضد كل محاولات الاختراق، وصمام أمان للحفاظ على هوية الدولة المصرية بجذورها الراسخة منذ آلاف السنين.
امتزجت مكونات عديدة، وحضارات متنوعة فى الشخصية المصرية، بدءا من الحضارة الفرعونية، ومرورا بالحضارات اليونانية، والرومانية، والقبطية، والإسلامية، وأخيرا الغربية، لكنها، فى كل الأحوال، حافظت على مكونها الرئيسى الصلب للشخصية المصرية الوسطية المعتدلة التى أسهمت فى التعامل المرن مع كل تلك الأحداث، والأزمات، ولعبت دورا حاسما فى التفاعل، والتأقلم مع الأزمات، والتحولات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية التى مرت بها الدولة المصرية خلال تاريخها الممتد.
من هنا تأتى الأهمية الكبرى للرؤية الإستراتيجية المقدمة من إدارة الشئون المعنوية بوزارة الدفاع لتطوير الشخصية المصرية من أجل الحفاظ على روح الولاء، والانتماء للدولة المصرية فى ظل المتغيرات، والتحديات المستحدثة الراهنة التى تمر بها المنطقة، والعالم حاليا.
نجح اللواء أركان حرب وليد حمودة فى تقديم البحث العسكرى لإدارة الشئون المعنوية منذ عدة أيام بشكل مبسط ورائع، بحضور الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة - وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وعدد كبير من القادة العسكريين، والشخصيات العامة، والصحفية، والإعلامية، فى إطار مبادرات الشئون المعنوية الدائمة، والناجحة لتعزيز الانتماء الوطنى داخل مقومات الشخصية المصرية بكل أبعادها القومية، والمصرية، والشخصية.
البحث وضع عدة معايير، وأهداف لتطوير الشخصية المصرية من خلال تطوير القدرات العقلية، والإبداعية للأفراد، وكذلك تعميق المهارات الاجتماعية، والسمات الوجدانية، وتنمية مهارات التواصل الفعال، وكذلك تحسين، وتجويد مهارات إدارة الذات، خاصة فيما يتعلق بكيفية إدارة الوقت، وصنع القرار، والالتزام الأخلاقى، والجدية، والعطاء الاجتماعى.
أعتقد أن هذا البحث من أهم الأبحاث التى تحتاجها الدولة المصرية الآن وهى تواجه التحديات الإقليمية، والدولية المستجدة على الساحة، ومن هنا فمن الضرورى أن يكون هناك تكاتف بين الجهات المعنية بتنفيذ تلك الإستراتيجية، بدءا من الأسرة، ومرورا بالمؤسسات التعليمية، إلى جوار المؤسسات الدينية، والصحفية، والإعلامية، بالإضافة إلى الدور الحيوى للمؤسستين العسكرية، والشرطية، وكذلك المؤسسات التطوعية المرتبطة بهذا المجال.