القمة العربية اليوم قبل الغد
نشر بالأهرام الخميس 15 فبراير
أتمنى أن تنعقد قمة عربية عاجلة اليوم قبل الغد لوقف مذابح غزة، ووقف مذبحة رفح (المتوقعة)، ودعم الموقف المصرى فى التوصل إلى وقف شامل، ومستدام لإطلاق النار، والذى يبدأ بإبرام صفقة تبادل الأسرى، ثم بدء مراحل تهدئة متتالية، وصولا إلى الوقف الشامل، والدائم لإطلاق النار.
أهمية القمة العربية الآن هى توصيل رسالة موحدة للصديق الأمريكى بضرورة اتخاذ ما يلزم لوقف إطلاق النار، فالقرار فى يده وليس فى يد إسرائيل، وهو وحده القادر على إلزام إسرائيل به (لو أراد).
رسالة القمة العربية لابد أن تكون قوية، وواضحة، وموجهة إلى الرئيس الأمريكى جو بايدن، باتخاذ موقف عربى موحد، وقوى فى هذا الإطار.
تذكرت ما جاء فى خطاب الرئيس الأسبق، الزعيم الراحل أنور السادات، حينما وقف فى مجلس الشعب المصرى موجها رسالة إلى الرئيس الأمريكى نيكسون، فى أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣، قائلا: «إن مصالح أمريكا مع العرب وليس مع إسرائيل، وإن العرب هم الشرق الأوسط، وليست إسرائيل».
لابد أن تعى الولايات المتحدة الأمريكية أن مصالحها سوف تكون مهددة إذا استمرت فى الدعم العشوائى، والمساندة اللانهائية لإسرائيل، ورعايتها، وحمايتها طوال الوقت.
من المهم أن يضع العرب أمريكا أمام مسئولياتها، وأن تنظر بعين الاعتبار إلى مستقبل قواعدها العسكرية المنتشرة فى بعض دول المنطقة، وأن تنظر كذلك إلى مستقبل علاقاتها الاقتصادية مع العالم العربى، ومكاسبها الرهيبة فى هذا الإطار.
فى اعتقادى أن العرب لايحتاجون إلى أمريكا الآن، وأن أمريكا هى من يحتاج للعرب، ولابد أن تكون هناك صيغة توازن عادلة، ومقبولة فى هذا الإطار من خلال أن تكون أمريكا شريكا عادلا، وغير منحاز.
هذه الشراكة العادلة، وغير المنحازة، تتطلب موقفا واضحا من الدولة الفلسطينية، والاعتراف بها على الفور طبقا لمقررات الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن التى أيدتها أمريكا ذاتها قبل ذلك.
يجب ترجمة المواقف، والأقوال إلى أفعال، والبداية من وقف حمامات الدم فى غزة، وإلزام إسرائيل بإنجاح المساعى المصرية- القطرية لوقف الحرب، والبدء فى التهدئة، وصولا إلى الموقف المستدام للحرب، تزامنا مع الاعتراف بالدولة الفلسطينية لإنهاء صراع امتد إلى ٧٦ عاما، ولن ينتهى إلا بالسلام العادل، والدائم.