ذكاء بوتين .. وانتخابات أمريكا
ذكاء بوتين .. وانتخابات أمريكا
كعادته كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ذكيا فى التعامل مع ملف الانتخابات الأمريكية؛ حينما وصف الرئيس جو بايدن بأنه شخص يمكن توقع تصرفاته أكثر من سلفه دونالد ترامب، معربا عن استعداده للتعامل مع الفائز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة فى نوفمبر المقبل أيا يكن.
أجاب بوتين عن سؤال لأحد الصحفيين حول: مَن تُفضل روسيا أن يفوز فى المواجهة المحتملة بين الرئيس الديمقراطى الحالى والمرشح الجمهورى ترامب؟.. قائلا: «بايدن .. إنه أكثر خبرة .. يمكن توقع تصرفاته.. إنه سياسى من المدرسة القديمة».
أيضا دافع بوتين عن سن بايدن الذى سيبلغ ٨٢ عاما خلال الانتخابات الأمريكية قائلا: «عندما التقيت بايدن قبل ٣ سنوات كان الناس يتحدثون حينها عن عجزه، لكننى لم أر شيئا من هذا القبيل».
أعتقد أن بوتين لا يحب بايدن تماما لأن بايدن عدوه الإستراتيجى، وهو يعلم أن ترامب أفضل منه، خاصة فيما يتعلق بالحرب فى أوكرانيا، وربما يكون أول قرارات ترامب المتوقعة هو رفض تلك الحرب، ورفع الغطاء الأمريكى عن أوكرانيا، وأنه سيوقف الدعم الأمريكى المادى، والعسكرى لأوكرانيا فى تلك الحرب.
أراد بوتين أن يخرج من دائرة الاتهام السابقة بدعمه ترامب فى الانتخابات الماضية، فقام بالتصريح بشكل علنى عكس ذلك حتى يُسكِت وسائل الإعلام، والصحافة الأمريكية الداعمة لبايدن، والمناهضة لترامب عن ترويج نغمة التدخل فى الانتخابات الأمريكية لمصلحة ترامب.
هناك حرب تكسير عظام ضخمة فى الانتخابات الأمريكية الآن، وهناك محاصرات قضائية، وملاحقات كثيرة بحق ترامب، فى محاولة لمنعه من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أعتقد أن كل تلك المحاولات سوف تفشل، وأن ترامب هو الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية إلا إذا انقلبت الأمور بشكل دراماتيكى حاد، وأعتقد أن ذلك لن يحدث.
فى تصورى أن ترامب ليس أفضل حالا من بايدن، رغم أنهما يتفقان فى الأهداف، ويختلفان فقط فى الأسلوب بدءا من الصراع العربى ــ الإسرائيلى، ومرورا بالعلاقات مع روسيا، والصين.. وكل القضايا العالمية، والإقليمية الأخرى.
ترامب «أهوج»، و«انفعالى»، فى حين إن بايدن «ذكى»، وهو أخطر رئيس للولايات المتحدة الأمريكية منذ بوش الأب الذى انهار الاتحاد السوفيتى فى عهده.
ربما تكون الميزة الوحيدة فى ترامب أنه سوف يوقف الحرب الروسية ــ الأوكرانية، ويُجنب العالم مخاطر ويلات تلك الحرب، كما أنه سوف يكون أكثر انشغالا بقضايا أمريكا الداخلية عكس بايدن المنشغل أكثر بالقضايا الخارجية، وهو ما يجعل العالم أكثر سلاما، ويُبعِد شبح الحروب الباردة، والساخنة التى تخيم على العالم الآن.