بنت مصر تفضح جرائم إسرائيل

 

نجحت المستشارة ياسمين موسى، ممثلة مصر أمام محكمة العدل الدولية، فى فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلى، وتوثيق الموقف المصرى التاريخى المساند للقضية الفلسطينية العادلة خلال مرافعتها الشفهية أمام المحكمة يوم الأربعاء الماضى.

 

 

مرافعة مصر أمام المحكمة تستحق أن تكون «وثيقة» للعمل عليها من الدول، والمجتمعات العربية، وأتمنى أن تتحول إلى إطار عمل للجامعة العربية خلال المرحلة المقبلة، خاصة ما يتعلق بمطالبة دول العالم بالتوقف عن مساعدة دولة الاحتلال الإسرائيلى لإجبارها على الامتثال للقانون الدولى.

أعتقد أن هذه النقطة فى المرافعة من أهم النقاط، وهى التى فشل فيها العالم العربى حتى الآن لأنه لم يستطع بلورة «تكتل عالمى» مناهض لإسرائيل، باعتبارها دولة خارجة على القانون الدولى، وتستحق العقاب لا المساندة، والدعم.

إسرائيل تروج لنفسها على أنها واحة الديمقراطية، وأن ما تقوم به هو «دفاع عن النفس»، وهى تفعل ذلك، وتروج له، فى حين أنها دولة احتلال، وتقوم باحتلال دولة أخرى (فلسطين) بحكم مقررات الشرعية الدولية، والطبيعى أن الدولة التى تعانى الاحتلال هى التى لها حق الدفاع عن النفس، لأن الاحتلال غير شرعى، وغير قانونى، ومن حق الشعوب المحتلة أن تدافع عن نفسها، وليس العكس.

العالم العربى يملك الكثير من أدوات القوة، والنفوذ، والمال، وبه العديد من المليارديرات المصنفين ضمن «أغنى أغنياء العالم»، ومع ذلك يترك الساحة للوبى اليهودى يتحكم فيها كيفما شاء.

البداية الصحيحة لمقاومة العدوان الإسرائيلى الغاشم، والمتكرر على الأراضى العربية هى فضح إسرائيل، وتعريتها أمام المجتمع الدولى، ومطاردتها، وملاحقتها فى كل مكان من خلال الصحافة، والإعلام، أو من خلال منظمات المجتمع المدنى، وانتهاء بالدول، والحكومات.

لم يتبرع ملياردير عربى واحد بحصة من أرباح شركاته للفلسطينيين كما يفعل المليارديرات اليهود، ولم نسمع عن تطوع ملياردير عربى بحملات إعلانية للترويج للقضية الفلسطينية، وفضح الممارسات العدوانية الإسرائيلية فى الصحف، ووسائل الإعلام الأمريكية، والغربية.

مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية كانت أكثر من رائعة، وتتسق مع الموقف المصرى المساند، والداعم للقضية الفلسطينية منذ أكثر من 75 عاما حتى الآن، والمهم الآن ترجمة هذه المرافعة، وتحويلها إلى «وثيقة عمل» للجامعة العربية، وحشد كل الطاقات العربية الفردية، والجماعية للترويج لها أمام الرأى العام العالمى، وكل المحافل الدولية خلال المرحلة المقبلة.

Back to Top