«أحط» جيش
المؤكد أنه لا يوجد «أحط» من الجيش الإسرائيلى فى تاريخ الإنسانية، منذ أن تكونت الجيوش للدول، والشعوب، وعرفتها البشرية.
أعاد الجيش الإسرائيلى ذكريات الهمجية، والتخلف، والجنون، والانحطاط فى أبرز معانيها إلى الوجود بعد إصراره على مخالفة كل المواثيق، والعهود، وافتقاره إلى أدنى المعايير الأخلاقية، وممارسته السادية المفرطة، والعدوانية البشعة، وعدم التفرقة بين الأطفال، والنساء، والعجائز، وأفراد المقاومة، فالكل هدف لعدوانيته، يطارد الأطفال، ويقتل النساء، ويحاصر الأبرياء، وأخيرا يقتل الجوعى فى أثناء انتظارهم قوافل الإغاثة.
هل هناك انحطاط، وفظاعة أكثر من ذلك؟.. وهل هناك جيش آخر فى التاريخ الإنسانى فعل ذلك؟..
طابور طويل من الأطفال، والنساء، والرجال ينتظرون وقوفا ساعات طويلة سيارات إغاثة محملة بالقليل من المساعدات، ثم يقوم الجنود الأشد قسوة من النازيين، والأسوأ من الإرهابيين بإطلاق النار على طوابير الجوعى فيسقط منهم المئات بين قتيل، وجريح، وتحدث حالة من الهرج، والمرج فتزداد أعداد القتلى، والمصابين.
هذه هى سلوكيات جيش «الانحطاط» الإسرائيلى فى مجزرة «دوار النابلسى» التى سوف تظل «وصمة عار» تذكرها كتب التاريخ بعد مئات، وآلاف السنين.
الأكثر «سوءًا» من الجيش الإسرائيلى هى «إدارة» الرئيس الأمريكى بايدن التى تحمى إسرائيل، وتزودها بالسلاح، والمال، وترفض حتى مجرد إدانتها فى مجلس الأمن، وتصدت وحدها لكل أعضاء مجلس الأمن، ورفضت إقرار «بيان رئاسى» من المجلس يعبر فيه عن قلقه العميق إزاء «المجزرة» التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين فى شارع الرشيد بمدينة غزة،
ولأن قانون مجلس الأمن «أعرج»، و«مشوه»، فهو يقتضى أن يكون البيان الرئاسى بالإجماع، فى حين وافق عليه 14 عضوا، ورفضته الإدارة الأمريكية وحدها، وتلك هى المأساة.
أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، المحترم، خرج محبطا للغاية من الجلسة المغلقة قائلا: «الانقسامات الجيوسياسية» حولت حق النقض (الفيتو) إلى أداة فعالة لشل عمل المجلس.
لم تجف بعد دماء الجندى الأمريكى البطل «آرون بوشنيل» الرافض لسياسة الإدارة الأمريكية، لكن، للأسف، تلك الإدارة لاتزال تتجاهل موقف شعبها، والعالم، وتدعم بكل قوة «أحط» جيش فى العالم، ويبقى السؤال: إلى متى؟!