رمضان والإبادة
يومان ويبدأ شهر رمضان المعظم، ومن غير المعقول أن يقف العالم «متفرجا» على حرب الإبادة فى غزة ضد الفلسطينيين، والتى اختلط فيها القتل بالرصاص مع القتل بالتجويع فى كارثة غير مسبوقة فى تاريخ الإنسانية.
كل العاملين فى المنظمات الأممية بدءا من جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ومروراً بكل المسئولين فى المنظمات الإغاثية الدولية أكدوا استحالة إنقاذ أهالى غزة من الموت جوعا إذا لم تتوقف الحرب فوراً، تمهيداً لسرعة دخول المساعدات بالكميات اللازمة لإنقاذ الاطفال والنساء والعجائز من الموت جوعاً.
المشكلة أن الموقف الأمريكى لايزال يراوح مكانه رغم وجود بعض التعديلات الشكلية الإيجابية عليه مثلما حدث من نائبة الرئيس الأمريكى كاميلا هاريس ومطالبتها بالوقف الفورى للقتال فى غزة، وتحذيراتها من حرب التجويع ضد الفلسطينيين لكن لايزال الموقف الأمريكى الرسمى الفعلى بعيدا عن تلك الخطوة.
أيضاً هناك مشروع قرار أمريكى قد يتم الدفع به خلال الساعات المقبلة يتعلق بوقف فورى لإطلاق النار والمهم هو صياغة هذا القرار، وهل يكون قرارا واضحا وملزما بوقف إطلاق النار، أم أنه مجرد مطالبة، ويتم صياغته بشكل ملتبس يتضمن عبارات «ركيكة» تحمل الكثير من المعانى مثل وقف إطلاق النار فى ظروف معينة أو المطالبة بأشياء معينة لكى يتم إفراغ القرار من مضمونه فى النهاية، ويتحول إلى مجرد أداة أمريكية لغسل سمعتها المغروسة فى «الوحل» لمشاركتها الفعلية فى حرب الإبادة.
الصحف الأمريكية أشارت مؤخرا إلى تورط الإدارة الأمريكية فى إرسال 100 شحنة سلاح إلى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضى بشكل سرى، وأكدت أنه لم يتم تمرير تلك الصفقات عبر القنوات الطبيعية، بما يؤكد التورط الأمريكى بشكل مباشر فى حرب الإبادة ضد الفلسطينيين فى غزة.
من غير المعقول أو المقبول أن يبدأ شهر رمضان الكريم بعد 48 ساعة وحرب الإبادة مستمرة ضد الفلسطينيين والعالم يقف إما صامتا كما هو حال معظم دول العالم أو مشاركا فى الجريمة مثل أمريكا والغرب.