الغذاء ثم الموت أحيانا
أعتقد أن الرئيس جو بايدن هو أسوأ رئيس أمريكى على الإطلاق، وتصريحاته المتناقضة تؤكد ذلك، فهو يقول: «إن اجتياح رفح خط أحمر»، ثم يتراجع عن ذلك، ويقول: «لا يوجد خط أحمر، ولن أتخلى عن إسرائيل».
هذا هو بايدن العجيب، والغريب، حيث أدلى بحديث متناقض لشبكة «إم ، إس، إن، بى، سى» أجاب فيه عن سؤال حول التهديد الإسرائيلى باجتياح مدينة رفح فى جنوب قطاع غزة، لكنه تراجع عن ذلك على الفور قائلا: «لا يوجد خط أحمر، ولن أتخلى عن إسرائيل قط»، مضيفا أنه «تم إرسال سفينة تحمل معدات لإنشاء رصيف بحرى فى غزة».
الميناء نموذج آخر فج لتناقض بايدن، وأكاذيبه، فهو فى البداية كان يشير إلى ضرورة فتح المعابر لإدخال أكبر قدر من المساعدات، خاصة معبر رفح، وردت مصر بحسم، ووضوح، معلنة أن الأزمة فى الجانب الإسرائيلى الذى يقوم بالتضييق على إدخال المساعدات، وأن مصر لم تغلق معبر رفح دقيقة واحدة، ثم بعد ذلك يعترف بايدن بأن المشكلة فى إسرائيل، وبدلا من أن يضغط عليها يقوم بإلقاء المساعدات من الجو فى عملية فاشلة، ومهينة ليؤكد أن الأزمة فى الجانب الإسرائيلى.
الآن انتقلت أمريكا إلى طريقة أخرى على طريقة «الحمل الكاذب»، فهى تريد إنشاء ميناء لإدخال المساعدات، وهو الأمر الذى يستغرق على الأقل مدة شهرين يكون الجوع تمكن خلالهما من افتراس أكبر عدد ممكن من سكان غزة، ثم يتم تقديم الغذاء لمن تبقى من السكان تمهيدا لقتلهم على يد النازيين الجدد فى إسرائيل.
بايدن فى الحوار نفسه أكد أنه لا يمكن أن يقوم بقطع إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل ثم يقول إنه يرفض أن يقوم الجيش الإسرائيلى بقتل ٣٠ ألف فلسطينى إضافى، وهو تناقض فج لأنه فى حال استمرار تدفق الأسلحة، والمعدات، والدعم المالى على إسرائيل فإنها سوف تستمر فى قتل الفلسطينيين، وسوف يتضاعف العدد إلى عدة أضعاف، سواء من خلال القتل المباشر، كما يحدث الآن، أو غير المباشر نتيجة الجوع، وسوء التغذية، أو نتيجة وفاة المصابين لعدم وجود العلاج اللازم، حيث يعانى ما يقرب من ٧٠ ألف مصاب نقص العلاج بعد تدمير الجيش النازى الإسرائيلى المستشفيات، ومنع دخول الأدوية، والمستلزمات الطبية، مما يعرضهم لخطر الوفاة.
لكل هذا فإن فكرة إنشاء الميناء هى فكرة شيطانية كاذبة على طريقة بايدن المتناقض فى أقواله، وأفعاله، رغم دخول الحرب شهرها السادس.