..وماذا عن العرب و«الأونروا»؟!
نشر بالأهرام الجمعة 29 مارس
لأن أمريكا هى حامى حمى إسرائيل فقد قررت وقف المساعدات لـ «الأونروا»، وهى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ولأن أمريكا هى أكثر الدول تبرعا للوكالة فهذا يعنى عجزًا فى ميزانية الوكالة يقدر بنحو ٣٥٠ مليون دولار.
الكونجرس الأمريكى فى الأسبوع الماضى قرر منع التمويل الأمريكى للوكالة حتى مارس ٢٠٢٥ بعد الأكاذيب الإسرائيلية المتعلقة بتورط بعض العاملين فى «الأنروا» فى هجمات ٧أكتوبر الماضى، ورغم أنها أكاذيب، وأنها تخص ١٢ شخصا، كما ادعت إسرائيل، من عدد العاملين فى الأنروا الذين تتجاوز أعدادهم فى غزة فقط ١٣ ألف موظف من إجمالى عدد العاملين الذين يصلون إلى ٣٠ ألف موظف، لكن للأسف الشديد هرولت أمريكا، كالعادة، وراء المزاعم الإسرائيلية الكاذبة، وقررت معاقبة الوكالة كلها، والأخطر هو عقاب المواطنين الفلسطينيين، وقطع شريان مهم، وأساسى للحياة داخل قطاع غزة.
قيمة المساعدات الأمريكية تقدر بنحو ٣٥٠ مليون دولار، وهو مبلغ زهيد يمكن تعويضه من الدول العربية البترولية بسهولة بالغة، ولا أدرى ما سبب التخاذل العربى فى هذا الإطار، وترك أمريكا تمارس هذه الأفعال دون ردة فعل عربية على تلك المواقف الغريبة والشاذة!
الـ ٣٥٠ مليون دولار مبلغ ليس ضخما، ويمكن للدول البترولية أن تتحمله بسهولة، وتقوم بدفع حصة أمريكا لكى تعرف أن الدنيا لن تتوقف عليها، وأنها تسهم فى أكبر عملية إبادة، وقتل للفلسطينيين الأبرياء فى غزة، والضفة.. وكل الأراضى الفلسطينية.
هناك أكثر من ٥ ملايين لاجئ فلسطينى فى الضفة، وغزة، والأردن، ولبنان، وسوريا، ووكالة «الأنروا» هى إحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة المختصة بشئون اللاجئين الفلسطينيين، وقد أكد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أنه لا يمكن استبدال عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى غزة، وأعلن رفضه القاطع لهذه الفكرة، مؤكدًا أنها «العمود الفقرى لتوزيع المساعدات الأممية فى غزة، وليست هناك أى منظمة أخرى موجودة فى غزة قادرة على تلبية هذه الاحتياجات».
هناك الكثير من الأمريكيين العقلاء، داخل الكونجرس وخارجه، يرفضون هذا التصرف العدوانى من الإدارة الأمريكية، لأن توفير بديل «للأنروا» يستغرق فترة طويلة، وموارد أكبر، مما يعنى ارتفاع معدلات الجوع، وسوء التغذية لدى قطاعات كبيرة من الفلسطينيين فى غزة، وخارجها.
أتمنى أن تتحرك الجامعة العربية وتقوم بالتنسيق مع الدول النفطية العربية لسد العجز فى تمويل «الأنروا «، ودفع مستحقات الإدارة الأمريكية لكى تواصل «الأونروا» عملها فى تلبية احتياجات ٥ ملايين لاجئ فلسطينى فى غزة، والضفة.. وكل الأراضى الفلسطينية، وخارجها.