لكى لا ننسى
اليوم يؤدى الرئيس عبدالفتاح السيسى اليمين الدستورية لبدء “ولاية جديدة” نتطلع فيها إلى استكمال أركان”الجمهورية الجديدة”، وأن يكون بناء الإنسان هو بطلها الرئيسى فى إطار عودة مصر إلى مكانتها فى المنطقة، والعالم.
منذ ١٣ عاما، حينما قامت ثورة “٢٥ يناير”، فى إطار اندلاع العديد من الثورات فى المنطقة، بدءا من تونس، ومرورا بسوريا، وليبيا، ومصر، واليمن، وأخيرا السودان- انقلبت الأوضاع فى المنطقة رأسا على عقب، وبدلا من أن تكون هذه الثورات ثورات لـ”الربيع العربى”، كما أطلق عليها الأمريكان، والغرب، تحولت إلى “خريف عربى” ساخن يلفح الوجوه الطيبة التى كانت تأمل خيرا، وتسعى إلى “الحلم الأفضل”.
تحولت الأحلام إلى كوابيس، وأصبح الأمن حلما بعيد المنال، واختلطت الأوراق بـ”عنف” فى كل دول المنطقة بلا استثناء، سواء تلك التى اندلعت بها ثورات أو حتى تلك الدول التى لم تندلع فيها ثورات، لكنها كانت أقرب إلى الانفجار منه إلى الاستقرار.
وسط كل تلك الأحداث الدرامية التى انعكست على الأوضاع الحياتية، والمعيشية، والأمنية- انفجرت “ثورة تصحيحية” فى “ ٣٠ يونيو ٢٠١٣”، بعد أن خرجت الملايين فى مشهد نادر من كل أنحاء الجمهورية (من الإسكندرية إلى أسوان) تطالب بإسقاط حكم الإخوان، ولأن جيش مصر دائما، وأبدا، جيش وطنى مخلص؛ فقد استجاب لتلك الثورة، كما استجاب قبل ذلك للشعب فى كل مواقفه، وثوراته، بدءا من ثورة عرابى، ومرورا بثورة ٢٣يوليو ١٩٥٢، وكذلك ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ، وأخيرا ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
كان بطل المشهد فى ٣٠ يونيو هو الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والقائد العام للقوات المسلحة، آنذاك، الذى حمل رأسه على يديه مُقَدِما مصلحة وطنه على مصلحته الشخصية، وواضعا نفسه فى أعنف اختبار يمكن أن يتعرض له إنسان حينما يكون الأمر متعلقا بحياته، واستقراره.
انحاز المواطن عبدالفتاح السيسى إلى الشعب فى ثورته حتى نجحت لتدخل مصر مرحلة جديدة، ويتم وقف الرياح الساخنة التى كادت تعصف بها، وبكياناتها، واستقرارها إلى الأبد كما حدث فى ليبيا، وسوريا، واليمن، والسودان حتى الآن.
كانت التحديات صعبة، وشاقة، وأخطرها ملف الإرهاب الأسود الذى كان قد تمدد، وانتشر فى مناطق كثيرة بكل محافظات الجمهورية، واتخذ من سيناء مقرا لنفوذه.
لم تكن المواجهة سهلة، وإنما كانت المعركة شرسة، وعنيفة على كل الأصعدة، خاصة بعد تنامى نفوذ الجماعات الإرهابية، ورغبتها فى إعلان إقامة “ولاية داعش” فى سيناء بمساندة كل الجماعات الإرهابية، والتكفيرية، وأجهزة مخابرات عالمية.
هنا كان لابد من”المعركة الشاملة” بعد أن أعلنت تلك الجماعات عن خوضها معركة “تكسير العظام” مع الدولة، وكياناتها.. وللحديث بقية.