ليس مفروشا بالورد
أمس بدأت فترة رئاسية جديدة عنوانها الرئيسى استكمال مسيرة الإنجازات، والبناء، وتحقيق أحلام المواطن فى دولة حديثة، وديمقراطية، ومتقدمة فى العلوم، والصناعة، والزراعة، والآداب، والفنون، والعمران، مستندة إلى عراقة تاريخ، وعزيمة حاضر، وآمال مستقبل يحمل كل الخير لمصر، وشعبها.
حينما أذهب إلى "العاصمة الإدارية" أجد الجديد فى كل مرة، حيث زرتها ولم يكن بها سوى مبانٍ معدودة، مثل فندق الماسة، ثم بعد ذلك ظهر مسجد الفتاح العليم، وكنيسة السيد المسيح، ثم تطور الأمر إلى الحى الحكومى، وبعض الأحياء السكنية، وأمس زرت، لأول مرة، مبنى البرلمان الجديد الذى تم تجهيزه على أعلى مستوى لخدمة العمل البرلمانى كما يجب أن يكون.
بعد أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى اليمين القانونية أمام مجلس النواب، إيذانا ببدء فترة رئاسية جديدة، ألقى الرئيس خطابا مهما أمام البرلمان كان بمثابة وثيقة عمل للمرحلة المقبلة تحمل تطلعات الشعب المصرى، وطموحاته فى"الجمهورية الجديدة".
أراد الرئيس التذكير بحجم التحديات التى مرت بها الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، مؤكدا أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورد، وأن الدولة واجهت تحديات ضخمة ما بين محاربة الإرهاب، ومجابهة الأزمات العالمية المفاجئة، واندلاع حروب دولية، وإقليمية.. وكلها عوامل، وتحديات نجحت مصر فى مواجهتها بشعبها العظيم، والجهد الخارق الذى تم بذله خلال السنوات الماضية من أجل إعادة بناء الدولة، وتقوية بنيانها.
كان الرئيس حريصا على توجيه الشكر للشعب المصرى على تجديد الثقة به رئيسا للجمهورية لفترة جديدة، مؤكدا أن الشعب هو صاحب الكلمة، والقرار، وأنه رمز للأصالة، والعزة، والصمود، ومشددا على ضرورة تماسك الكتلة الوطنية، ووحدة الشعب من أجل عبور الدولة من الأزمات، وإنقاذها من براثن التطرف، والدمار، والانهيار.
لم تكن المعركة سهلة ويسيرة خلال الأعوام الماضية، خاصة أنها جاءت بعد ما حدث من تصدعات ضخمة فى كيانات الدولة المصرية بعد قيام ثورتين خلال ٣ أعوام، ومحاولات الإرهاب الفاشلة كسر إرادة الدولة، حيث بلغ عدد الضحايا عدة آلاف من المدنيين، وقوات الشرطة، والقوات المسلحة، فى حين بلغت التكلفة الاقتصادية ما يقرب من ٤٤٠ مليار دولار، لكنها فى النهاية كانت معركة لإنقاذ الدولة من خطر الانهيار، والضياع كما حدث مع الدول الأخرى الشقيقة التى لاتزال تعانى، ولم تجد طريقا للخروج من ذلك المأزق حتى وقتنا الحالى.
ورغم أن النجاح، والانتصار فى معركة الإرهاب وحده يكفى، فإن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لم تتوقف عند ذلك، فقد دخلت إلى معركة "التنمية" جنبا إلى جنب مع معركة "الإرهاب".
كانت هناك يد تبنى، وتُعمِّر بكل قوة، وكانت اليد الأخرى تحارب الإرهاب، وأقتلعت آثاره السوداء المدمرة.
لقد عادت مصر قوية راسخة إلى محيطها العربى، والإقليمى، والدولى، والآن تدخل مرحلة جديدة لاستكمال مشوار التنمية، والإنجازات على مختلف الأصعدة، وفى كل المجالات من أجل استكمال تحقيق حلم الدولة الديمقراطية، والعصرية، والحديثة فى الفترة الرئاسية الجديدة التى انطلقت أمس.