من يخلط الأوراق؟!

نشر بالأهرام الخميس 18 أبريل

 

رغم كل أساليبها العدوانية، وجرائم الإبادة التى ترتكبها منذ ما يقرب من ٧٦ عاما حتى الآن، فلا تزال إسرائيل تحاول خلط الأوراق، ولعب دور الضحية.

العدوان الإسرائيلى على غزة دخل يومه الـ١٩٥، وارتفعت حصيلة الضحايا إلى ما يقرب من ٣٤ ألف شهيد، ونحو ٧٩٥٠٠ مصاب أى أن الرقم الإجمالى للضحايا من شهداء ومصابين يقارب الـ١٢٠ ألفا من أبناء الشعب الفلسطيني، ومع ذلك لا تزال إسرائيل مستمرة فى عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتماطل فى وقف القتال، وترفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وترتكب يوميا أبشع المجازر وسط صمت العالم، وحماية أمريكية كاملة.

آخر الألاعيب الإسرائيلية هى محاولتها استغلال الهجوم الإيرانى الأخير عليها فى حشد التأييد الغربى لها مرة أخرى فى حين أنها هى التى قامت بضرب القنصلية الإيرانية فى دمشق فى تعد سافر ومباشر على السيادة الإيرانية.

نيتانياهو استغل هذا الحادث لحشد الجبهة الداخلية الإسرائيلية كذلك لمصلحة مواقفه المتطرفة ليقول «إن قتال حماس جزء من حملة أكبر»، مشيرا إلى أن إيران وحزب الله وآخرين يقفون خلف حماس.

المشكلة هى فيمن يستمع إلى تخاريف نيتانياهو ويصدقها، فالمشكلة هى فى إسرائيل وليست فى حماس أو إيران أو غيرها.

إسرائيل هى التى تحتل الأراضى الفلسطينية والأراضى العربية منذ عام ١٩٦٧، ورفضت قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالانسحاب من الأراضى الفلسطينية والعربية والعودة إلى حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧.

إسرائيل هى التى رفضت المبادرة العربية للسلام التى أيدتها كل الدول العربية بلا استثناء والتى تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام، بما يعنى انسحاب إسرائيل من الأراضى العربية المحتلة مقابل اعتراف الدول العربية بها، وإقامة علاقات دبلوماسية وطبيعية معها.

إسرائيل هى التى انتهكت اتفاقيات أوسلو للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وهى التى حاصرت ياسر عرفات واقتحمت مقره الرئاسي، وأضعفته، وقامت بتسميمه ليتوفى بعد ذلك أثناء علاجه فى باريس.

إسرائيل هى من شجعت انفصال حماس عن السلطة الفلسطينية ليكون هناك رأسان لدولة واحدة، وأسهمت فى ترسيخ هذا الوضع الغريب والشاذ.

إسرائيل هى التى ترفض الآن عودة السلطة إلى غزة، وهى التى تتفنن فى إضاعة الوقت ورفض السلام، وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

رغم كل ذلك للأسف هناك من يجرى وراء الأكاذيب الإسرائيلية حتى الآن، وكل ذلك بحماية أمريكية مطلقة وعجز عربى وصمت دولى.

Back to Top