الفيتو الخامس «الظالم»

 
نشر بالأهرام الأحد 21 أبريل
كما توقعت يوم الجمعة الماضى فى نفس هذا المكان سقطت أمريكا فى الاختبار، واستخدمت حق النقض «الفيتو» لإسقاط مشروع القرار العربى الذى تبنته الجزائر بصفتها عضو مجلس الأمن فى دورته الحالية لتحويل عضوية دولة فلسطين فى الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى «عضو كامل العضوية».
اضطرت أمريكا إلى استخدام حق النقض «الفيتو» بعد أن باتت معزولة أمام دول العالم كله، وتخلى عنها الأصدقاء والأعداء معاً، وفشلت كل محاولاتها لعدم تمرير القرار، كما حدث فى المرات السابقة بعدم حصوله على موافقة ثلثى الأعضاء (9 أعضاء) كما حدث قبل ذلك، حيث وافق على الطلب هذه المرة(12 عضوا). وحتى الدولتان الحليفتان لأمريكا «بريطانيا وسويسرا» امتنعتا عن التصويت، فاضطرت أمريكا إلى التصويت بـ «الفيتو» ليسقط مشروع القرار، وتسقط معه مشروعية أمريكا كوسيط نزيه للسلام فى الشرق الأوسط.
أمريكا كانت ومازالت تؤيد «نظريا» حل الدولتين وتصرح بذلك فى كل الاجتماعات واللقاءات، وعلى كافة المستويات، لكنها دولة «كاذبة» .. تقول عكس ما تفعل.. ولو أنها كانت «صادقة» لأيدت مشروع القرار على الفور لأنه يتماشى مع ماتقول به من تأييد حل الدولتين.
للأسف الشديد استخدمت أمريكا حق النقض «الفيتو» ضد الحقوق الفلسطينية منذ الحرب على غزة حوالى 5 مرات بما فيها مشروع القرار الأخير، واستخدمته للمرة الأولى ضد حق الفلسطينيين فى عضوية كاملة بالأمم المتحدة، حيث كانت هناك مرة سابقة عام 2012، ولم تستخدم أمريكا حق النقض «الفيتو» لأن مشروع القرار حينذاك لم يحصل على الأصوات التسعة المطلوبة من الدول الأعضاء الـ «15» فى مجلس الأمن.
مصر نددت بعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار لصالح العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، وعبرت فى بيان صادر عن وزارة الخارجية بالأسف البالغ لذلك، مؤكدة أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإقرار عضويتها هو حق أصيل للشعب الفلسطينى الذى يعانى من الاحتلال الإسرائيلى على مدار أكثر من 70 عاما.
المندوب الروسى فى مجلس الأمن علق على موقف واشنطن قائلا إن «واشنطن» ستخرج من قائمة الدول المحبة للسلام والمحترمة بعد ما تقاسمت المسئولية الكاملة مع حلفائها الإسرائيليين عن مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين «فى حين رأى المندوب الصينى أن الموقف الأمريكي» يحطم حلم الشعب الفلسطيني، ووصف تصويت أمريكا بانه «يوم حزين».
تبرير الإدارة الأمريكية لموقفها الغريب كان مشوها كالعادة ويصب فى خانة المعايير المزدوجة، والكلام المزدوج «معنى ومضمونا»، حيث بررت موقفها بأن الدولة الفلسطينية يجب أن تنشأ بالمفاوضات المباشرة بين الطرفين، ومعنى ذلك أن يظل الفلسطينيون أسرى للإسرائيليين مدى الحياة، وحتى قيام الساعة قبل أن تقوم الدولة الفلسطينية، وكأن 76 عاما لا تكفى للاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى دولته المشروعة طبقا لمقرارات الشرعية الدولية.

Back to Top