26 مليار دولار فقط

 

أقر مجلس النواب الامريكى رقما قياسيا جديدا فى حزمة المساعدات الأمريكية للاحتلال الإسرائيلى بعد أن وافق يوم السبت الماضى على مساعدات عسكرية لإسرائيل تقدر قيمتها بمبلغ 26 مليار دولار.

 

 

تخيلوا هذا الرقم، ومدى تورط امريكا فى الحرب على غزة، ومساعدة الاحتلال الاسرائيلى، وضرب كل قيم السلام والتعايش التى تتغنى بها الولايات المتحدة ليل نهار.

نيتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى اعتبر ان المساعدات الأمريكية الأخيرة دفاعا عن الحضارة الغربية، فى حين أكد وزير الخارجية الاسرائيلى أن إقرار هذه الحزمة الضخمة من المساعدات «رسالة قوية إلى اعدائنا» بحسب تصريحاته.

تصر أمريكا على التورط بشكل مباشر فى الحرب الاسرائيلية على غزة التى راح ضحيتها اكثر من 100 ألف قتيل وجريح، وتهجير أكثر من مليون ونصف المليون فلسطينى، وتدمير كل أوجه الحياة من مدارس، ومستشفيات، وطرق ومحطات مياه وصرف صحى، ومخابز وغيرها فى قطاع غزة فى أكبر جريمة للإبادة الجماعية فى العصر الحديث.

أتمنى أن تعيد القنوات التليفزيونية مسلسل «مليحة» الذى تم عرضه فى رمضان، وهو مسلسل «رائع» تستحق الشركة المتحدة عليه كل الثناء والتقدير، لأنه نجح فى تجسيد المأساة الفلسطينية حيث يقوم «الراوى» قبل بداية كل حلقة برواية جزء من المأساة الفلسطينية الممتدة قبل قيام دولة اسرائيل على أيدى العصابات الاجرامية الصهيونية، ثم استبدال العصابات الإجرامية بكيان دولة ارهابية تمارس القتل والإبادة والتدمير، وتعيث فى الأرض فسادا، وترفض كل المبادرات والحلول وتتخذ من العدوانية والقتل والتدمير شعارا لها ومبدأ حياة، وتتعامل مع منظمة التحرير وفتح وحماس بنفس العدوانية والأساليب الهمجية لإفشال كل خطط السلام.

أعتقد أن المشكلة ليست فى اسرائيل، فقد أثبتت الأحداث منذ حرب اكتوبر المجيدة عام 1973 أنها دولة من «ورق»، وأنه يمكن العصف بها بسهولة، ولكن المشكلة فى أمريكا التى تقدم دعما بلا حدود لصالح دولة الاحتلال منذ أكثر من 70 عاما حتى الآن.

نحتاج إلى تفاهم عربى عميق أولا قبل الحوار مع أمريكا، ليكون هناك إستراتيجية عربية دائمة فى التعامل معها مستقبلا لمعرفة ماذا تريد أمريكا، وهل تريد السلام حقا والتعايش المشترك فى المنطقة، أم تريد العدوان والتدمير والتخريب وإشعال المنطقة الى ما لانهاية؟

الموقف لا يحتاج إلى انفعالات زائدة، أو غضب مؤقت، أو قرارات «عنترية»، وإنما إلى رؤية عميقة وهادئة حول مستقبل العلاقات العربية ـ الأمريكية، ومستقبل المنطقة، وأتمنى أن تكون المبادرة من الجامعة العربية.

Back to Top