الجودة قبل التعليم أحيانا!
نشر بالأهرام الجمعة 3 مايو
تعليم فقط أم لابد أن تكون هناك جودة مرتبطة بالتعليم؟
السؤال ليس افتراضيا لكنه أصبح ضروريا الآن حتى نستطيع استعادة الريادة المصرية فى مجال التعليم على مستوى مصر والعالم.
مناقشات مجلس الشيوخ حول الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد فى جلساته الأخيرة كانت وراء طرح هذا السؤال، وهل نجحت الهيئة فى تحقيق المستهدف منها وهو جودة التعليم العالى، وما هو دور وزارة التعليم العالى فى هذا الصدد؟!د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى أكد أنه منذ تطبيق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى شهد التعليم العالى والبحث العلمى الكثير من المتغيرات والتطوير الشامل لمنظومة التعليم العالى من خلال الشراكات مع الجامعات الأجنبية والدولية، والتى تعكس حجم الثقة فى الجامعات المصرية والمستوى المتقدم الذى وصلت إليه.
أوضح الوزير النشيط والدءوب أن الإستراتيجية الجديدة تستهدف جودة التعليم من خلال التعاون مع الهيئة القومية لضمان الجودة وتطبيق المعايير بحيث يتم اعتماد المجلس للجودة أولا وصولا إلى الاعتماد الدولى، والذى نجحت فى الحصول عليه الكثير من الجامعات المصرية الآن.
أعرف د. أيمن عاشور عن قرب، وأتابع ما يقوم به من جهد هائل فى هذا المضمار حيث أصبح جودة التعليم الهدف الرئيسى فى تلك المرحلة بعد الطفرة الكبيرة التى حدثت فى انشاء الجامعات الآهلية والخاصة خلال المرحلة الماضية.
المادتان 19و20 من الدستور المصرى تنصان على ضرورة توفير التعليم وفقا لمعايير الجودة حتى يتحقق الأثر المرجو منه، وإلا تحول إلى مجرد الحصول على شهادة ورقية فقط، ويتم تخريج أجيال غير قادرة على مواجهة متطلبات العصر.
من هنا يأتى التحدى، ولابد أن يكون هناك تكامل بين التعليم ما قبل الجامعى، والتعليم الجامعى فى هذا الإطار لأن التعليم الجامعى يستقبل مخرجات التعليم ما قبل الجامعى، ومن هنا لابد أن يكون هناك تطوير شامل فى المنظومة التعليمية بدءا من مرحلة التعليم الأساسى حتى نهاية التعليم الجامعى.
العصر يسير بسرعة الصاروخ، وحتى نستطيع مواكبته لابد أن يكون التعليم بشقيه (قبل الجامعى والجامعى) هو المستهدف الأول فى المرحلة المقبلة كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه الأول أمام مجلس النواب فى العاصمة الادارية الجديدة.
للأسف الشديد اهمال التعليم تراكم عبر عقود طويلة، ولكن لابد من المواجهة والتحدى، واتمنى أن تكون هناك ثورة تعليمية شاملة خلال المرحلة المقبلة بهدف ربط التعليم بالجودة لتعود مصر قبلة للعلم والتعليم فى إفريقيا والعالم العربى كما كانت دائما.